الشباب هم ثروة الأمة وعليهم تعقد الآمال وهم أجيال المستقبل، وتشقى بهم الدول وتعد لمستقبلهم لأنهم هم الثروة الحقيقية لارتقائها ونهوضها في مختلف المجالات.
لكن عندما يكون بعض من هذه الثروة أمراً مقلقاً ومرض لا بد من اجتثاثه من جذوره التي علقت في مستنقع من الوحل حتى لا تمتد إلى الجانب الآخر من البسيطة. فتبذل الأمة الغالي والنفيس وتجند شتى الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة لتجنب شبابها الوقوع في هذه المستنقعات الآسنة ومع ذلك يبقى البعض تحت تأثيرها رغم التحذيرات والتوجيهات.
وحرصاً من الدولة على المحافظة على هذه الثروة الغالية قامت بالبحث عن طرق أكثر فعالية للعلاج خوفاً على شبابها من الضياع والانخراط تحت رحمة هذه التأثيرات ومنحتهم الفرصة لتساعدهم على التخلص منها، ولكن عندما ترى ضرورة بتر هذه الجذور لعدم استجابتها للعلاج فإنها لا تجد بداً من بترها مرغمة حتى لا تنشر العدوى. وما قام به ولاة الأمر - حفظهم الله - في بلادنا الغالية من تقديم العلاج الفعال لاجتثاث بؤر الفساد من جذور أبنائها ومعالجتهم للموقف بكل حكمة، وذلك بمنح مزيداً من الوقت لبعض ممن لم يستجيبوا للعلاج والاستفادة من الفرصة التي منحت لهم، ورفضاً قاطعاً بكل أسف وجهل وتعنت من البعض للعلاج وتفويت الفرصة على أنفسهم، بل استمروا يعومون في مستنقعاتهم الوحلة ينشرون الرعب والترويع للآمنين. فقد خابوا وخسروا فسوف تتعفن جذورهم وأجسادهم وعقولهم على إصرارهم على ما هم فيه من تيه، وسيكون علاجهم كالحيوانات المريضة التي يتم قتلها وإحراقها حتى لا تنتقل العدوى إلى الآخرين وتطهير هذا البلد منهم.
فهنيئاً لمن استجابوا وما لاقوه من عناية وأيدٍ حانية انتشلتهم من هذه المستنقعات الآسنة وأعادتهم إلى أرض العزة والكرامة ولم شملهم مع أسرهم وأبنائهم بعد ضياع وتشرد واتباع الباطل.
|