Friday 3rd September,200411663العددالجمعة 18 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الشباب هم السبب وليس القطاع الخاص الشباب هم السبب وليس القطاع الخاص
خالد محمد يوسف العنزي*

مقالي هذا والذي أود أن أسميه (هجوميا) وليس خطابيا إذا صح التعبير على الشباب السعودي العاطل عن العمل هجوماً شديد اللهجة وعنيف المفاد على الشباب الذي رمى بكل ثقله على عاتق الدولة ولا نسمع منهم يوميا إلا التضجر والشكاوي والنداءات العاجلة والاستغاثات التي ليس لها أي أساس من الصحة إلا القليل ما قلّ منها، بقلة العمل في القطاع الخاص بل بعضهم يشتكي من عدم وجود العمل نهائياً، فأقول بأعلى صوتي: إن هذا الشيء والادعاءات عارية من الصحة، ولنتحدث عن القطاع الخاص فأقول لهم من خلال خبرتي البسيطة والتي لا تتجاوز الـ(10) سنوات في العمل في القطاع الخاص إن عندنا سوقا اقتصادية من أكبر أسواق العالم وكل يوم هي بازدهار ونمو ليس لهما مثيل، فالشباب يقولون إن القطاع الخاص لا يرغب إلا بتوظيف الأجانب ويفضلونهم على أبناء الوطن، نعم ربما هذا الشيء صحيح لكن هنالك اسباب فالشباب هم من سمح للأجانب بذلك وترك جميع فرص العمل للأجنبي الذي بدأ بموظف بسيط وانضبط في عمله وتحمل ظروف العمل براتبة القليل وساعاته الطويلة حتى أثبت وجوده ومد نفوذه وبسط ذراعه وأخذ يطور خبراته ويوطد علاقاته العلمية ويطور خبراته العلمية ويواكب كل تطور وجديد في مجال عمله وبدأ يصعد السلم درجة درجة واصبح يسيطر على المكان الذي يعمل فيه ومع مر السنين أصبح من الصعب الاستغناء عنه، لكن الشباب السعودي الذي لا يريد أن يبدأ بالعمل في القطاع الخاص إلا بمميزات مغرية وترفيهية وساعات عمل يسيرة هو يحددها ومرتب عال ويريد دوام فترة واحدة وإجازات اسبوعية وشهرية وسنوية ويريد أن يصوغ عقد عمله بنفسه ولا يريد من يحاسبه على تأخير أو غياب، ثم اصبح يتنقل من عمل إلى آخر يعمل كل شهر أو شهرين في عمل دون الحصول على الخبرة الكافية التي تؤهله للرقي بوظيفة أفضل والتي تطلبها جميع القطاعات الخاصة والتي نجدها دائماً في الأجنبي فصاحب العمل لا يجد مقارنة بين هذا وذاك حتى ترك فجوة لا يسدها إلا الأجنبي الذي هو على عكس ذلك، فصاحب العمل عندما يتقدم إليه أجنبي وسعودي فيجد أجنبيا بخبرات وشهادات عالية قادرا على تأدية العمل الذي يوكل له من أول يوم وسعوديا ليس لديه أي خبرة علمية أو عملية وراتبا يصل إلى ضعف الأجنبي وينقصه من التدريب الكثير والكثير حتى يستطيع أن يصل إلى ما يفعله الأجنبي من أول يوم، فسوف يفضل الأجنبي على السعودي إلا ما ألزمه به مكتب العمل ولجان السعودة وغيرها من الجهات الأخرى والتي تبذل قصارى جهدها لمساعدة الشباب لكن وللأسف الشباب هم الذين لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم وأرادوا الوجبة جاهزة على طبق ذهبي، أنا لا أقف موقف المحامي عن القطاع الخاص لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نوجهها للشباب الذين حان الوقت أن يصحوا من غفوتهم الطويلة وسباتهم العميق ويرضخوا للواقع وليشمروا عن ساعدهم ولا يتركوا أي فجوة أو مجال للأجنبي أو حتى لصاحب العمل لتوظيف الأجنبي وقد أوجدت الدولة حفظها الله ووفرت وفتحت الطريق للشباب من جامعات وكليات وجامعات أهلية ومعاهد حكومية ومعاهد أهلية تدرب وتخرج جميع التخصصات الموجودة في العالم وكل ما يحتاج إليه القطاع العام والخاص والكثير الكثير من المراكز العلمية والمعاهد التي تدرب الشباب على الكثير من المهارات الحياتية المعززة للدافعية للعمل والكسب المشروع والاعتماد على النفس.. ولننظر إلى أغلب دول العالم بل إلى أعظم وأقوى دول العالم اقتصادياً فسوف نجد فيها جميع المهن يشغلها أبناء بلدها من أوضع المهن إلى أعلاها ومن أصغرها إلى أكبرها هل دولهم هي التي اجبرتهم على شغل جميع المهن؟ لا لكن هم من شغلها برغبتهم وهذا من أهم الأسباب حيث قوى اقتصادها وجعلها ترقى الرقي الذي يقويها أمام العالم فلماذا نحن لا؟ تكبّرنا على كل مهنة، فنحن من أعطى الاجنبي الفرصة لدخول سوق العمل عندنا، جاء الأجنبي إلى هذه البلاد (بدون مهنة) فوجد فراغا كبيرا لا يشغله أبناء البلد ثم بدأ يختار ما يشاء ويشغله بكل سهولة لأنه وجد فراغا كبيراً بانتظار من يشغله ووجد أمامه سوقا للتدريب يتدرب على المهنة التي تجوز له وتناسبه ومع مرّ الزمن اصبح يجيد صنعته ثم أصبح ماهراً فيها ومن ثم سيطر على سوق العمل وأصبح من الصعب اقتلاعه.

*مدير إدارة طلبات الاستقدام المساعد
في مكتب الحمود للاستقدام


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved