مجلس الأمن لملاحقة العرب

كل الملفات الساخنة في مجلس الأمن الدولي خاصة بالقضايا العربية وكلها تنطوي على تهديدات بالعقوبات ضد هذا البلد العربي أو الآخر، وهناك إلحاح خاص على خروج قرارات لها أسنان بحق هذه الدول وليس مثل عشرات القرارات المجمدة والموجهة ضد إسرائيل.
والآن فإن الأنظار تتجه مرة أخرى إلى هذه الهيئة الدولية لرؤية ما تفعله بشأن سوريا لكن قبل انعقاد الجلسة فقد بدا واضحا أن سوريا ستتلقى قراراً شديد اللهجة، وعندما ينتهي دور سوريا فإن المجلس سيعكف على بحث الملف السوداني المدجج هو الآخر بكم هائل من التهديدات بالعقوبات..
ودون التطرق إلى الشأن السوري اللبناني الذي دفع بالملف السوري إلى مجلس الأمن نشير إلى أن إرادة الهيمنة الجديدة بقيادة الولايات المتحدة تحرص على إنجاز عملها بالمنطقة سواء بالدبلوماسية (الخشنة) كما يحدث في مجلس الأمن حالياً أو بالقوة المسلحة كما هو الحال في العراق ، وفي كلا الحالين فإن هناك اصراراً على إخصاع الآخرين للإرادة الأمريكية في منطقة مشتعلة أصلاً بتداعيات الصراع العربي الإسرائيلي مع تجيير كامل نتائج الحملة الأمريكية،الدبلوماسية والعسكرية، لصالح إسرائيل التي تبقى حتى الآن بمنأى عن العصا الغليظة لمجلس الأمن الدولي التي هي عصا أمريكية في الأساس تعرف أين تضرب.
ولا تتوانى إسرائيل عن اقتناص هذه الفرص التي تترك أعداءها مكشوفين أمامها بعد تهديدهم بعقوبات تقف وراءها الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وقد باشرت إسرائيل على الفور عملها لتشن حملة من الاتهامات ضد سوريا آخرها اتهامها بأنها تقف وراء العملية الفدائية المزدوجة في بئر السبع والتي انهت خمسة أشهر من الجمود في الهجمات الموجعة.
أما في العراق فإن مخابرات إسرائيل تسرح وتمرح تحت الغطاء العسكري الأمريكي، وهي تختار أهدافاً متعددة وبوتائر متسارعة في الأداء لاقتناعها انه ينبغي إنجاز الكثير من العمل في أقل وقت ممكن، وهكذا فإن الأهداف تشمل تصفية العلماء والأكاديميين المتميزين إلى جانب سرقة التراث التاريخي العراقي الممتد لآلاف السنين، فضلاً عن زرع قنابل موقوتة للمستقبل تتيح تفجير فتن في قادم الأيام وإقامة وجود استخباراتي للفترات اللاحقة.
في السودان حيث تتفاعل مشكلة دارفور فإن جانباً من العمل الإسرائيلي تكفلت به المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية التي ذرفت الكثير من دموع التماسيح تعزيزاً للفرية الرائجة في العالم الغربي حول تصفية العنصر الإفريقي في غرب السودان وتجمع التبرعات لمن تقول انهم ضحايا الهجمة العربية، علماً ان السودان هو (خلطة) يصعب تفكيكها الى عناصرها العربية الإفريقية.
وفي كل هذه الأمثلة فإن السيف الأمريكي مسلط على الرقاب سواء من خلال العقوبات أو عن طريق القوة المسلحة.