اليوم مثل كل الأيام تحضرين في ذاكرتي بقوَّة...
صوتك يجَلْجِلُ في أجزائي...
صديقتي تقف على الجمر، لا يحرقها...
ثمَّة تفاوت في قدرات الصَّبر...
تهمسين بحزم في أذنها: كي تبقى لك القوة، أبْعِدي الجمرَ عن قدميك وقِفِي
إن لم تفعلي.. ستخذلك قدماكِ...
صديقتي تقول: بعضهم يعرفك لأنه يتعثَّر الدَّرب من دونك...، وبعضهم لا يعرفك لأنَّك به لا تتعثَّره...، و... بعضهم يعرفك ولا يعرفك حين يكون إمَّا إلى الحافة وإمَّا إلى البئر...،
صديقتي تناشد النخلة...، مشغولة بالنجوم...
وأنتِ تأتينني اللحظة لا تفعلين شيئاً من الإيماءة بالرضاء..
كيف تُمنح لحظة الإنسان ما يبجَّل القادمة منها؟
ومتى يتباهى الإنسان بما تركه في لحظته؟
صديقتي ساءلت: متى يجلس الإنسان إلى مخلَّفاته يفضُّ تفاصيل موقفه من الجمر؟
كيف سيجد باطن قدميه؟
إلاَمَ تتكسر المفاتيح ويتعثَّر معرفة أيٍّ منهما يكون: إلى الحافَّة؟
أم إلى البئر؟!
وتبتسمين أراك، بحكمتك تهزين رأسك قليلاً: قولي لصديقتك: متى تضجُّ الأسئلةُ في رأسها، ستذهب إلى السور تعلّق فوقه قلمها، وكلَّما ظهرت النجوم، أو أقبلت الشمس سيقرأ العابرون حين يتحرك القلم يكتب ما كان لابد أن تقوله، وما لم تقله.
|