من المكتبة الإسلامية
خصائص البيت الحرام

المساجد أشرف البقاع وأفضلها على وجه الأرض لأنها بيوت الله التي شرفها بأن أضافها لنفسه، فقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (18) الجن، ولاشك أن للمساجد أحكاماً وآداباً ينبغي مراعاتها لأن المسلم يتردد على المسجد 5 مرات في اليوم والليلة وهذا ما جعلها موضع اهتمام العلماء والباحثين والدارسين.
وفي هذا الإطار، أصدرت دار طويق عملاً رائداً بعنوان: (خصائص البيت الحرام) للدكتور أحمد البايكي الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض، العمل يتطرق إلى دور المساجد وأهميتها وأحكامها وفضلها في تثقيف المجتمعات الإسلامية، يرى المؤلف وهو خبير ومتمرس وأكاديمي له دراسات وأبحاث إسلامية بارزة أن الله فضل بعض المساجد على بعض فجعل أفضلها المسجد الحرام ثم مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم مسجد بيت المقدس، ويدل على هذا التفضيل قوله صلى الله عليه وسلم، (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) رواه بلفظه الطبراني بسند حسن وأصله متفق عليه.
الكاتب استطاع برصد أكاديمي ودراسات متميزة تجمع بين الأسلوب المختصر والمفيد أن يطرح العديد من المزايا والخصائص حول البيت الحرام فهو البيت المبارك بكثرة الخير ودوامه وليس في مساجد العالم أبرك منه وقصده يكفر ما سلف من الذنوب ويمحي الأوزار، كما أنه قبلة المسلمين في العالم أجمع، ويؤكد المؤلف على فضل المسجد الحرام وتميزه من غيره بدليل أن الصلاة فيه تضاعف 100 ألف صلاة فيما سواه.
الكاتب وهو متمرس في القضايا الإسلامية وله العديد من الدراسات استطاع أن يطوف ويغوص بنا في العديد من القضايا التي تلازمنا ويقع أغلبنا فيها مثل تحريم استقبال القبلة واستدبارها وحكم المرور بين يدي المصلين في المسجد الحرام ومضاعفات الحسنات والسيئات في الحرم وعقوبة من فعل جرماً بمكة. ويرجع أهمية هذا العمل لدار طويق إلى تطرقه للعشرات من القضايا بأسلوب جامع مانع يستند عليه الكاتب إلى العديد من الدلائل والاستدلالات من خلال القرآن والسنة النبوية وأقوال السلف الصالح ليكون الجواب شافياً فيمثل أطروحة متكاملة كانت المكتبة الإسلامية في أشد الحاجة إليه.