Friday 3rd September,200411663العددالجمعة 18 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة
الدعاة ومسؤولية الاستفادة من تقنيات الإعلام والاتصال في خدمة الدعوة

* الجزيرة - خاص:
قديماً كان الدعاة إلى الله يقطعون مئات الأميال سيراً على أقدامهم، ويتعرضون لمخاطر جمة، ليدعوا غيرهم إلى الإسلام والصراط المستقيم ابتغاء مرضاة الله، والتزاماً بأوامره، وفي عصرنا الحاضر اختصرت تقنيات الاتصال والإعلام المسافات، وتجاوزت الحدود وأصبح بإمكان الداعية أن يوجه رسالة الدعوة إلى مئات الملايين، وباللغة التي يجيدونها، ورغم ذلك ما زالت هذه التقنيات غير موظفة كما ينبغي لخدمة الدعوة إلى الله، وفي هذا التحقيق نحاول التعرف على مسؤولية الداعية لاستخدام هذه التقنيات في خدمة الدعوة، والوصول بها إلى آفاق أكثر رحابة.
تطوير مسار الدعوة
بداية يقول الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة: لقد صار العالم اليوم - كما يقولون - قرية كبيرة بالفعل ولم يعد الفرد الذي يعيش فيه قادراً على أن يعزل نفسه عن المؤثرات الخارجية التي تحملها وسائل الاتصال المتعددة نظراً لما تمتلكه هذه الوسائل من القدرات، والإمكانات الواسعة التي يمكننا بل يجب علينا الاستفادة منها لتطوير مسار الدعوة إلى الله، ودفعها نحو مزيد من الترقي والازدهار، فقد قربت هذه الوسائل البعيد، وأتاحت للعاملين في حقل الدعوة خطاباً قوياً مؤثراً إن تم إعداده على نحو جيد، ولكن هذه الوسائل يمكن أن تتضمن مناهج مخالفة للمنهج الإسلامي فتدعو إلى منكر بما يحويه هذا المصطلح من اتباع الهوى، والانفلات، والفوضى، وهنا لابد من مواجهة هذا المنكر بالتحصين المنشود للفرد والجماعة، للوقوف أمام ما يذاع، وينشر ويروج.
ويضيف العوفي: وعلى الداعية في هذا العصر أن يستوعب التقنيات الحديثة ليستثمرها، ويسخرها في سبيل الدعوة، وعلى الداعية كذلك أن يكون واعياً بما يجري حوله من متغيرات، وما يدبره أعداؤه في الخفاء لتشويه دعوة الإسلام، وإظهارها بمظهر المتخلف المتطرف، ويلزمه في ذلك أن يكون متفهماً لأهدافها ليقف أمامها بلغة الحوار العلمي الذي يستوعب أبعاد الصراع بين الحق والباطل، وفق سنن الله في الكون.
المساحة الأكبر
ويرى الشيخ عبدالله بن ناصر الصالح مدير مركز الدعوة والإرشاد بالرياض أن أجهزة الإعلام والاتصال الحديثة وسيلة للخير إذا استعملت فيه، فهي بحكم الأيدي التي تتولى عليها وهي للأسف غالباً ما تستخدم للشر، إما رغبة في إشاعة الأفكار السيئة، والعادات القبيحة عن قصد وتخطيط، وإما إشباعاً لرغبات الناس المتنوعة، وجذباً لهم دون مراعاة للضوابط الشرعية، والخلقية عن إهمال وغفلة، وما إلى ذلك من دوافع وأسباب، والدعاة وإن كانوا قد حققوا نجاحاً كبيراً من خلال اللقاء الشخصي ممن يدعونهم، والوسائل العلمية، ومنابر المساجد، والجولات الدعوية وغيرها من وسائل الاتصال العام إلا أن وسائل الاتصال الحديثة، وأجهزة الإعلام تتيح مساحة أكبر لانتشار الدعوة، ونشر الخير.
ويضيف الصالح : ومن المفيد أن نقول إن بعض الدعاة قصروا في معالجة هذه الوسيلة، واختلفت مواقفهم منها: منهم من هجرها، ومنهم من شارك فيها مشاركة فردية ارتجالية لم تجد في إصلاح واقعها، وعلى الرغم من تنوع هذه المواقف تجاهها لم يحصل تغيير يذكر في واقعها، وإنما كثر شيوعها، وعظم تأثيرها في الكبار والصغار على حد سواء، وأقبل الناس عليها مستسلمين لواقعها مستقبلين ما تبثه عليهم من خير، أو شر، وإن كان غالب ما يبث فيها مشوباً مختلطاً يختلف من قناة إلى قناة، أما الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وهي جهة الاتصال التي ليس لها تحكم مركزي فهي مساحة مفتوحة يقال فيها ما يراد، ويكتب فيها ما يقال، القارئ هو الناشر، فإنها أشد تأثيراً لأنها تقرب البعيد، وتوضح الغريب، ويمكن إيصال دعوة الإسلام بها إلى كل بيت مدر، ووبر، وكل ما يدركه الليل والنهار على وجه الأرض، لذا يجب بذل مزيد من الجهد لاستغلال هذه الوسائل في الدعوة والخير، ولا نتركها في أيدي غيرنا ممن يستخدمونها في محاربة الإسلام والمسلمين.
الضعف والوهن
أما الشيخ محمد مرزا عالم مدير مركز الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة فيرى أن مما لاشك فيه أن التطور الإعلامي، والتقني في إيصال المعلومات أصبح حقيقة قائمة استفاد منها الكثير من الجهات لتحقيق أهدافها المرسومة، والعجيب أن الكثير من حملة الدعوة لا يسعى لتطوير نفسه، أو برامجه الدعوية للاستفادة من هذه التقنيات في خدمة الدعوة بل الأعجب أن البعض لربما ليس له تخطيط مرحلي، أو استراتيجية لما يقوم به من برامج دعوية سواء على مستوى الأفراد، أو حتى الجهات والهيئات، والمنظمات المعنية بالدعوة، ولذلك نجد الضعف، والوهن لدى كثير من أهل الدعوة، والهدى من جهة التخطيط، ومن جهة الأسلوب الإعلامي، ومن جهة الاستفادة من التقنيات الحديثة في حين أن غيرهم قد سبقهم في كل ذلك، لذا ينبغي على الدعاة أن تكون لديهم مراجعات لبرامجهم الدعوية الموجهة لأبناء الإسلام أو غيرهم، وأن يتفرغ أفراد منهم لمعرفة التقنيات الحديثة، والأساليب الإعلامية حتى يمكنهم ذلك من إيصال دعوتهم لأكبر قدر ممكن، وبأحسن أسلوب مناسب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved