Friday 3rd September,200411663العددالجمعة 18 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

حقوق الإنسان حقوق الإنسان
أحمد الخضير ( * )

إن البشر ما افتقدوا العدل والحقوق التي يستحقونها إلا لما تحولت القوة والسيطرة في العالم إلى غير المسلمين؛ لينتشر الظلم والبغي في ظل إدارة القوى الغربية الرأسمالية الظالمة التي كانت لها نظراتها الخاطئة لحقوق الإنسان، ثم مارست أبشع أساليب الازدواجية في تطبيق المفاهيم الخاطئة؛ ليتراكم الظلم على الظلم، وأضحى أكثر البشر ضحايا لثلة من العنصريين يملكون القرار في مصير الشعوب.
إن حقوق الانسان التي يحفظها الغرب هي حقوق ذلك المادي الرأسمالي الذي يمتص دماء الناس، ويزيد في معاناة الفقراء والجوعى عن طريق تجارته الحرة، وشركاته العملاقة، وإلا فما معنى أن ترمى الملايين من أطنان الطعام حفاظاً على ثبات الأسعار في الوقت الذي يموت فيه ملايين البشر من الجوع والعوز والحاجة، فأين هي حقوقهم في العيش الكريم؟!
إنها تحفظ حقوق المجرم الذي ينتهك الأعراض، وينتهب الأموال، ويسفك الدماء، وإلا فما معنى إلغاء عقوبة القتل على مَن يستحقه من المجرمين؛ ليسمن المجرم في سجنه ويخرج بعد ذلك أشد ضراوة وفتكاً؟! هلا رأوا إلى الضحية الذي قتل بلا ذنب على يد ذلك المجرم الذي يريدون استبقاءه؟!
حقوق الإنسان بكافة منظماتها الغربية تحفظ للإسرائيليين الصهاينة حق امتلاك أراضي الفلسطينيين واغتصاب حقوقهم وانتهاك أعراضهم، بينما لا تبيح للطفل الفلسطيني أن يرمي حجراً صغيراً على من يلاحقه بمدفعية أو رشاش، بل إن ذلك الطفل ينعت على مسمع من العالم بأنه (الإرهابي) الذي يهدد حياة الناس.
إن دين الإسلام حفظ حقوق الإنسان بعامة؛ المسلم وغير المسلم، بل حفظ حقوق الحيوان والجماد.
إن ديناً حرم قطع شجرة بلا حق، وحرق زرع بلا سبب، وقتل عصفور بلا حاجة، لحري أن يحفظ حقوق البشر. إن ديننا أخبرنا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض، وأخبرنا أن بغياً - زانية - دخلت الجنة لأنها سقت كلباً، فشكر الله لها وغفر لها. فهل يرتاب عاقل بعد ذلك في حفظ الإسلام لحقوق الإنسان.
وأما دعاوى الغرب ضد شريعة الإسلام وأحكامه وحدوده، فما هي إلا حلقة في سلسلة متصلة من التآمر والكيد، والحرب المعلنة وغير المعلنة على الإسلام.
ولا شك أن الغرب لما استفرد بالقوة بعد سقوط المعسكر الشرقي قد سعى وسوف يسعى بكل ما أوتي من قوة ومكر لعولمة العالم على وفق هديه وشريعته؛ ليثبت أن نهاية التاريخ كانت عندها، وأن السيادة المطلقة باتت لها.{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً {15} وَأَكِيدُ كَيْداً {16} فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} .

( * ) الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved