* الجزيرة - خاص:
أبدى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام أسفه الشديد لعدم استيعاب كثيرٍ من المسلمين - الذين يلهثون خلف مذاهب فكرية وعقدية جوفاء تثبت الأيام هشاشتها - أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته العطرة من عوامل قوة الأمة الإسلامية وعزتها وسيادتها متى وعاها المسلمون قولاً وعملاً وجعلوها نبراساً يهتدون به في كل أمورهم.
وأبان فضيلته - في حديث له - أن أعداء الإسلام من الصهاينة وأذنابهم أدركوا وتيقنوا أن السنة والسيرة النبوية من عوامل قوة الأمة الإسلامية، فعملوا على تشكيك المسلمين في سنة نبيهم وسيرته عبر أعلام دولة أحفاد خيبر من اليهود الذين أنكروا نبوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بدايتها رغم أنهم يعلمون بأنه الحق كما بشّرت به التوراة والإنجيل، وما أشبه الليلة بالبارحة، فاليهود حاربوا الرسول - عليه الصلاة والسلام - في مهد الدعوة، والصهاينة يحاولون الآن التشكيك في سنته وسيرته، والهدف واحد هو ضرب الأمة في عقيدتها لإضعافها، والنيل منها، ومن المؤسف أن يغفل أبناء الأمة الإسلامية عن هذه الحملات الخبيثة، ويتركوا ميراث النبوة سنة وسيرة نهباً للعوادي، وكأنهم بذلك يمهدون الطريق للجاهلية الأولى أن تعود من جديد.
وأكد الشيخ السديس أن مواجهة هذه الحملات تبدأ بأن يفقه المسلمون سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وسيرته فقهاً مؤصلاً بالدليل والبرهان، وأن يقتدوا بأقوال وأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل أمور حياتهم صغيرها وكبيرها، وأن تجتمع القلوب وتتوحد الصفوف على ذلك، بعدها تتضافر الجهود كل في مجاله للرد على مثل هذه الحملات الخبيثة، وتفنيدها، وبيان أهدافها العدائية وما تخفيه وراءها من حقد على الإسلام وأهله، قال الله تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
واختتم فضيلة الشيخ السديس حديثه بسؤال الله تعالى أن ينفع بالجهود، ويجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم، ويحفظ بلاد الحرمين وعهد الإسلام، يؤمّن الكتاب والسنة من شرور الفتن وعاديات المحن، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.
|