ضجت الدنيا وقامت لها قائمة وتحول الجميع إلى حالة من الرعب والخوف والقلق المستمر من جهاز صغير في حجمه كبير في اخطاره وافعاله وما يجره من مصائب وويلات! جهاز له فوائد عديدة، ولكن وبضغطة زر واحدة تحوله إلى (كارثة) قد لا تحمد عقباها. وهذا وللاسف بسبب الاستعمال الخاطئ و (السافل) ولا مؤاخذة من طرف بعض البشر سيدات أكانوا ام رجالاً وهم بالتأكيد الذين لا يحترمون مشارعهم ولا حتى مشاعر الآخرين وليس عندهم ذرة من الشرف والغيره والإنسانية قبل ذلك!!
هنا لن أشير إلى هذا الجهاز لانه اصبح الآن في حكم الماضي ولن اتحدث عنه لان الكثيرين تحدثوا عنه وهاجموه وهاجموا من يستخدمه. ولكنني اؤكد ان هذا الجهاز الصغير (الجامد) لا ذنب له فقد حولوه من تقنية (اتصالاتية) متطورة الى (تهلكة نار مشتعلة)!! تصوروا أن(التقنية)تحولت الى (تهلكة) بسببنا نحن لاننا وللاسف نخالف ركب الحضارة ونبحث دائماً وابداً عن الوجه السيئ لكل استخدامات العصر، اما الجانب المشرق فلا شأن لنا به ولا نرغبه البتة!!
اجزم ان (العولمة) ستظل وراكم وراكم وستفرز لكم في قادم الايام ما قد لا تصدقونه الآن، وتذكروا كلامي هذا اذا ما كتب الله لي ولكم عمراً مديداً فما اشبه الليلة بالبارحة!!
بالأمس القريب وقبل عشر سنوات او تزيد قليلاً خرج علينا (الستالايت) التقليدي الذي لا يأتي الا بقناتين او ثلاث فقط ودفعنا عشرات الآلاف مقابل الطبق و (الريسفير) وحاربه البعض ونسوه، وتطور الامر الى قمر (العرب سات) ونسوه ايضا هو الآخر، ثم جاء الدور على (الديجتال) الفضائي عفواً (الفضائحي) لنركب موجته (وبتراب) الدراهم كما يقولون وأصبح في معظم المنازل وصار في حكم الماضي، وتبع ذلك مباشرة ثورة الكمبيوتر والانترنت وما يحصل فيهما من فضائح ومشاكل نحن السبب فيها ولا تستغربوا ذلك لاننا كما ذكرت نبحث عن الاستعمال السيئ في كل شيء، فالسيارة مثلاً حولناها من وسيلة آمنة عصرية تنقلنا لمقاصدنا الى وسيلة (قتل) تنقلنا إلى المقبرة!!
هذا هو حالنا وللاسف مع التكنولوجيا وما تقدمه لنا من اشياء لا نعرف الا اسمها فقط اما استخدامها فنحن اجهل الجاهلين بها ونحن من يسيء لها قبل أن يسيء لنفسه ومجتمعه!!
اقول لا تتأففون ولا تحزنون ولا تخافون من (ابو كاميرا) لان القادم افظع وعجلة الصناعات لن تتوقف واكتشافات العصر مستمرة والعولمة من امامكم وايضاً من خلفكم، فما رأينا في عقد فارط من الزمن لم نكن يوما ما نصدقه فمابالكم بالعشر السنوات القادمة وما سننتظره فيها من اكتشافات ربما تجعل (ابو كاميرا) مثل تلفون (ابو هندل) وسننساه مثلما نسينا غيره.
اما زبدة الكلام ونافلة القول فهي اننا اذا ما جارينا العصر بتقنيته الايجابية واستخدمناها الاستخدام الأمثل فإن ذلك سيكون بالتأكيد في صالحنا ولراحتنا اما اذا استخدمنا جوانب (الثورة العصرية) بالسلبيات الموجودة في (طلاسمها) فإنها بالتأكيد ستدمرنا وستجر لنا الويلات والنكبات والامور التي تتعارض مع تقاليدنا وعاداتنا وديننا. فاما أن نكون مع العصر بأيدينا وعقولنا واما ان نتخلف عن الركب ونسير إلى الخلف ونضع بيننا وبينهم حاجزاً يؤدي الى تقوقعنا عن العالم بأكمله وبالتالي نعيش عيشة أهل (القرون الوسطى). وهذا بالتأكيد بسببنا نحن وليس بسببهم فما افضل (التعامل) المثالي مع كل عصري ولندع كل سلبية ونقبل على كل ايجابية تساعدنا على العيش بأمان وسلام وراحة. وما أجمل ان نتنازل عن اساليبنا واستعمالاتنا الخاطئة مع كل ما هو جديد!!
|