* بويس - آدم تانر - رويترز:
مرَّ توم تيتوس حاكم ولاية إيداهو بصدمة أن يموت أعز صديق له بين ذراعيه في حرب فيتنام عام 1971م، كما مرَّ الاثنين الماضي بتجربة أسوأ عندما دفن ابنه براندون (20 عاماً) الذي قُتل يوم 17 أغسطس في العراق. تكرَّر مثل هذا المشهد نحو ألف مرة منذ أن غزت الولايات المتحدة العراق العام الماضي.
لكنَّ الأمريكيين نادراً ما يسمعون عن قتلاهم الذين يظهرون كمجرد اسم أو صورة على قائمة القتلى التي تزداد طولاً يوماً بعد يوم. لكن قصة براندون تيتوس الذي كان يعمل ضمن أطقم عربات همفي العسكرية في العراق اكتسبت أهمية خاصة بسبب مكانة والده كحاكم ولاية، والذي كان نجماً لموسيقى الروك في الستينيات، ونجا من حرب فيتنام رغم إصابته مرتين، وأيضاً بسبب الرسالة المؤثرة التي تركها الجندي الأمريكي وأوصى بأن تفتح في حالة وفاته.
قبل ذهابه للعراق كتب براندون رسالة على أسطوانة مدمجة بعنوان (حان وقتي) تُقرأ في حالة عدم عودته حياً من العراق، وانفجر والده في البكاء عندما قرأها بصوت عالٍ.
تقول الرسالة: (تعلمتُ الكثير من والدي، وأردتُ أن أكون مثله، أردتُ أن أفعل شيئاً يجعله فخوراً بي).
كان تيتوس شاباً أمريكياً عادياً من كافة النواحي، فهو يلعب كرة القدم الأمريكية والمصارعة، وكان وهو في المدرسة الثانوية مغرماً بالدراجات النارية مثل والده.
ومضى يقول في رسالته الأخيرة: (عندما كنتُ في المدرسة الثانوية كنتُ معادياً لكل أشكال الحرب أو احتلال دولة أخرى، وكنت جاهلاً إذ تصوَّرْتُ أن الحكومة الأمريكية مجرد مجموعة من الأوباش).
وتابعت الرسالة: (عندما وقعتْ هجمات 11 سبتمبر تغيَّر رأيي في هذا البلد بسرعة كبيرة.. سقطت الأشياء في أماكنها عندما رأيتُ طائرةً مملوءة بالأبرياء تصطدم بمبنًى وتقتلهم بسبب مجموعة من الإرهابيين الجبناء يعيشون في كهوف تصوروا أن بإمكانهم أن يقسموا أمريكا بهذا العمل).
وقال والده بعد أن قرأ الرسالة وقد غلبته دموعه: (ما كان يجب أن أدفنه، كان يجب أن يدفنني هو.. الحرب لا تستحق ذلك الآن.. يتعين علينا أن نخرج من هناك - العراق).
|