* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة
في إطار الرد الإسرائيلي على العملية المزدوجة في بئر السبع، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون قادة الجيش والأجهزة الأمنية بتصعيد عمليات الاغتيال ضد قادة تنظيمات المقاومة الفلسطينية، داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد اتهمت دولة الاحتلال سوريا بالمسؤولية عن العملية، بسبب دعمها لتنظيمات المقاومة، وقرر شارون ووزير أمنه موفاز منح ضوء اخضر لقوات الجيش واجهزة المخابرات الإسرائيلية بمطاردة وتصفية كل قادة ونشطاء تنظيمات المقاومة الفلسطينية، خاصة قادة حركة حماس.
وقالت مصادر إسرائيلية: إن المسؤولين الإسرائيليين ذكروا اسم الدكتور محمود الزهار، كمستهدف أول في العمليات، باعتباره وريثاً للشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، رئيسا الحركة السابقان، اللذان اغتالتهما دولة الاحتلال في آذار مارس، وأبريل نيسان الماضيين.
من جهتها أعلنت حركة حماس، التي تبنى جناحها العسكري (كتائب القسام) عملية بئر السبع، حيث قتل (17 إسرائيلياً وأصيب أكثر من 85 آخرين) أنها ستواصل مقاومة الاحتلال حتى دحر آخر جنوده من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا وقرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر ايرز، في قطاع غزة، ومنع دخول العمال الفلسطينيين، اثر اعتقال أحد العمال الذي تدعي سلطات الاحتلال انه كان يتمنطق بحزام ناسف ينوي تفجيره في ايرز أو داخل إسرائيل.
إلى ذلك نقل عن شارون قوله: إن العملية المزدوجة في بئر السبع والرد الإسرائيلي عليها لن يعيقا في استمرار التحضير لتنفيذ خطة فك الارتباط، في المقابل أعلن في القاهرة عن تأجيل زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس جهاز المخابرات المصرية، عمر سليمان، الى رام الله، التي كانت مقررة يوم الأربعاء، الموافق 1 -9 -2004 للقاء الرئيس ياسر عرفات وشخصيات قيادية اخرى في السلطة الفلسطينية، وحسب المصدر تقرر تأجيل الزيارة بسبب توتر الاوضاع، إثر عملية بئر السبع.
وفي تعقيب الاسرائيليين على العملية الفدائية، قال رئيس كتلة (هَئيحود هَلِئومي اليمينية المتطرفة) في الكنيست الإسرائيلي، تسفي هِندِل: إن رئيس الحكومة يتحمل جزءا لا يستهان به من المسؤولية عن حمام الدم، إن شارون يشجّع (المخرّبين)، بضعفه واستحواذ فكرة إخراج المستوطنين من قطاع غزة عليه، إنه يشجعهم على قتل المزيد من اليهود، بهدف التعجيل في تطبيق خطة الهروب والاقتلاع (خطة الانفصال عن قطاع غزة).
أما رئيس حزب (المفدال المتطرف)، إيفي إيتام، فقد دعا أريئيل شارون إلى تحويل كل نشاطه وإصراره عن تنفيذ (خطة الانفصال) إلى حرب حازمة ضد (الإرهاب)، واستناداً إلى أقوال إيتام، فإنه بدلاً من إبداء الإصرار على اقتلاع آلاف اليهود من بيوتهم، وهو ما يشجع الإرهاب ويؤدي إلى شقاق في صفوف الشعب وعدم استقرار في الحكم، يجب على رئيس الحكومة تشكيل حكومة وطنية مستقرّة، تشن حرباً شعواء على (الإرهاب)، وتضع حداً لحلم الفلسطينيين بأنه يمكن بواسطة الإرهاب دحر الجيش الإسرائيلي وإلحاق الهزيمة بدولة إسرائيل.
إلى ذلك، تظاهر عشرات من سكان مدينة بئر السبع في مكان وقوع العملية التفجيرية المزدوجة، ورفعوا لافتات كبيرة تعارض فكرة الانفصال عن غزة، وممّا كتِب في هذه اللافتات:
الانفصال ينفجر في وجوهنا، وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، قال في أول تعقيب له على عملية بئر السبع: يجب محاربة الإرهاب، هذه سياسة الحكومة وسياستي، إن الحرب على الإرهاب ستتواصل بكامل قوتها، وأوضح شارون لدى خروجه من مبنى الكنيست، أنه لا صلة بين العملية السياسية والعملية التفجيرية التي وقعت في بئر السبع.
هذا وقال وزير القضاء الإسرائيلي، يوسيف لبيد: إن العملية لا يجب أن تؤثر على تنفيذ (خطة الانفصال)، وأضاف أن العملية في بئر السبع فظيعة ومؤلمة، وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوفال شتاينيتس: من المستحسن أن تؤدي هذه العملية إلى تعجيل المداولات في محكمة العدل العليا ووزارة الأمن من أجل استكمال بناء الجدار في منطقة القدس ويهوداه (جنوب الضفة الغربية).
هذا وقال رئيس المعارضة ورئيس حزب (العمل)، عضو الكنيست شمعون بيرس، في تعقيبه على العملية: إن العملية تلزم الشعب بأسره بمواجهة أية محاولة لاستئناف موجة الإرهاب ضدنا.
|