في مثل هذا اليوم من عام 1192 عقد صلح الرملة بين القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي وملك بريطانيا ريتشارد الأول الشهير بريتشارد قلب الأسد لوضع حد لإحدى جولات الحروب الصليبية التي شنها مسيحيو أوروبا على الدول العربية في القرن الثاني عشر. اضطر الصليبيون إلى طلب الصلح مع المسلمين بقيادة السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد سلسلة الهزائم العسكرية التي منوا بها منذ معركة حطين عام 1171 وبعد هذه المعركة تهاوت المدن والقلاع الصليبية، وتساقطت في يد صلاح الدين؛ فاستسلمت قلعة طبرية، وسقطت عكا، وقيسارية، ونابلس، وأرسوف، ويافا وبيروت وغيرها، وأصبح الطريق ممهدا لأن يُفتح بيت المقدس، فحاصر صلاح الدين المدينة المقدسة، حتى استسلمت وطلبت الصلح، ودخل صلاح الدين المدينة في 27 رجب 583هـ الموافق 2 من أكتوبر 1187، وكان يوما مشهودا في التاريخ الإسلامي. ارتجفت أوروبا لاسترداد المسلمين لمدينتهم المقدسة، وتعالت صيحات قادتهم للأخذ بالثأر والانتقام من المسلمين، فأرسلت حملة من أقوى حملاتهم الصليبية وأكثرها عددا وعتادا، وقد تألفت من ثلاثة جيوش ألمانية وفرنسية وإنجليزية، نجح جيشان منها في الوصول إلى موقع الأحداث، في حين غرق ملك ألمانيا في أثناء عبوره نهراً بآسيا الصغرى، وتمزق شمل جيشه. استطاع الجيش الفرنسي بقيادة (فيليب أغسطس) من أخذ مدينة عكا من المسلمين، واستولى نظيره الإنجليزي بقيادة ملك إنجلترا ريتشارد الأول من الاستيلاء على ساحل فلسطين من (صور) إلى (حيفا) ؛ تمهيدا لاستعادة بيت المقدس، لكنه فشل في ذلك أمام بسالة المسلمين فاضطر إلى طلب الصلح، فعُقد صلح الرملة في 22 من شعبان 588هـ الموافق 2 من سبتمبر 1192م. أبقى الصلح على شريط ضيق من ساحل فلسطين في أيدي الصليبيين ومنحهم حرية الذهاب إلى الأماكن المقدسة لدى المسيحيين في فلسطين. وعاد ريتشارد إلى بلاده ليلحق بملك فرنسا الذي سبقه إلى أوروبا.
|