في مثل هذا اليوم من عام 1942 دخلت القوات الألمانية مدينة ستالينجراد السوفيتية في إطار معارك الحرب العالمية الثانية. ولم يكن دخول الألمان هذه المدينة التي دخلت التاريخ بعد نجاحها في دحر القوات الألمانية وإجبارها على الانسحاب فيما بعد دخول المنتصرين. كان الألمان يريدون إجبار القوات السوفيتية على الانسحاب من منطقة القوقاز حتى تتمكن قوات المحور الالمانية اليابانية من الاتصال المباشر عبر الشرق الأوسط وآسيا الصغرى ومحاصرة القوات السوفيتية وحرمانها من إمدادات الوقود.
لذلك أمر الزعيم النازي أودلف هتلر المجموعة (آيه) والمجموعة (بي) من القوات الألمانية في الخامس من إبريل عام 1942 بالتقدم شرقا في اتجاه مدينة ستالينجراد بهدف الوصول إلى بحر قزوين. وأطلق على هذا الهجوم الألماني الذي شاركت فيه قوات ضخمة اسم (العملية الزرقاء). وكان السوفييت يدركون أن سقوط ستالينجراد في قبضة الألمان سيكون كارثة عسكرية على الاتحاد السوفيتي. ولكن الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين رفض دعم الدفاعات عن مدينة ستالينجراد بالقوات التي تتولى الدفاع عن العاصمة موسكو خوفا من هجمات ألمانية على العاصمة.
شارك في حصار ستالينجراد حوالي 250 ألف جندي ألماني وإيطالي ومجري. وكانت المقاومة السوفيتية شرسة للغاية ولكن القوة المهاجمة كانت هائلة. وتمكنت بالفعل القوات الألمانية وحلفاؤها من دخول مدينة ستالينجراد في الثاني من سبتمبر. ولكن السوفييت لم يستسلموا لذلك وتحولت المعركة إلى حرب عصابات من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل. وكان الجيش الأحمر الروسي يقاتل باستماتة ويموت على كل بوصة من أرض تلك المدينة التي كان الجميع يعرف أنها سوف تحدد مصير الحرب العالمية الثانية بالكامل. ونتيجة لهذه المقاومة الشرسة فقد الجيش السوفيتي الذي كان يقوده فاسيلس إفانوفيتش تشيكوف أغلب رجاله. وسيطر الألمان على حوالي 80 في المائة من المدينة واضطر الجيش السوفيتي إلى التراجع نحو نهر الفولجا حيث أعاد تنظيم صفوفه. ومع حلول الشتاء في أكتوبر بدأت القوات الألمانية تفقد خطوط الإمداد والتموين ولم تكن مستعدة للقتال في الجليد الذي غطى الأراضي السوفيتية. وانتهت معركة ستالينجراد بهزيمة ساحقة للألمان. وكانت هذه المعركة نقطة التحول الرئيسية في الحرب العالمية الثانية حيث بدأ الألمان مسيرة التراجع في الحرب والتي انتهت بالهزيمة الكاملة لألمانيا النازية في ختام الحرب في أغسطس عام 1945م.
|