فقد اطلعت وفي يوم الإثنين 30 من جمادى الآخرة من عام 1425ه وتحديداً في صفحة الرأي على مقال لعبدالله السباعي بعنوان (لا تحسبوه شراً كله).حيث ذكر الكاتب أن جهاز الباندا له فوائد وذكر منها ما ذكر وقال إنه أيقظ كثيراً من الناس وذكر أنه سلاح ذو حدين وأنه استفاد منه كثير من الناس.
وقال إنه جهاز مطواع وبرر له التبريرات الكثيرة ونحترم وجهة نظر الكاتب الكريم، وأقول له ولقرائنا الكرام: إن لنا ديناً سماوياً كريماً دين عدل ودين رحمة دين واضح دين فاصل نفخر به ونعتز به فهو مرجعنا في كل صغيرة وكبيرة لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا نبهنا عليها فما من خير إلا دلنا عليه وما من شر إلا حذرنا منه.وعلينا أن نزن جميع أمورنا بميزان الشرع لا بميزان العقل.. أعود لما قاله الكاتب: وأقول له ليس معنى أنه اهتدى أو انتبه أو أيقظ نساء كن ساهيات لاهيات بسبب ما حصل من هذا الجهاز (الباندا) في الفترة الماضية ولا يسوغ ذلك استعماله.
فهل ننتظر حتى نقع في الفخ ثم يصحو من يصحو ونقول استفدنا واستفدنا.لا فالعاقل الرزين من الرجال ومن النساء يعرف خطر كثير من الحفلات .. حتى قبل ظهور هذا الجهاز.
فهناك حفلات واجتماعات يتجنبها العقلاء من الرجال والنساء وهناك اجتماعات فيها خير كثير يحرص عليها العقلاء كذلك (والكتاب من عنوانه).
ولا يعقل ما قاله الكاتب أنه وبسبب ما حصل من جهاز الباندا أنه أيقظ أناس واستفاد أناس فهل من المعقول أن نغامر وندخل الأخطار ثم يرجع من يرجع وهذا ينطبق عليه قول القائل:
أراه في اليم مكتوفاً وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء |
فلا يعقل أن نشرب الدخان لنعرف ضرره ثم نتجنبه ولا يعقل أن نسرق لنعي خطورة السرقة.. ولا يعقل ولا يعقل .. الخ.
ليس الميزان التجربة ثم يرجع من يرجع ويستمر من يستمر إنما الميزان والفاصل ما ذكرته في بداية كلامي وهو أن نرجع في كل صغيرة وكبيرة لديننا الحنيف وننهل من نبعه الصافي فالسنة سفينة النجاة من تمسك بها سلم ونجا ومن تركها غرق وهلك.
ومعلوم حكم التصوير سواء في الباندا وغيره.. ولا يجهل حكم التصوير إلا جاهل أو صاحب هوى.لاسيما وأن جهاز الباندا ممنوع فيجتمع فيه محذوران ومن يزعم أن فيه مصلحة فلا مصالح فيما حرمه ديننا الحنيف.. ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
فهد بن سلمان السلمان/الرياض |