بدت نصيحة الرئيس الامريكي جورج بوش لمنافسه الديمقراطي جون كيري الايام القليلة الماضية بأن يفخر بماضيه مطلية بالسموم, فهي تحمل الكثير من التشمت والسخرية، والحق يقال ان رجل السلام العالمي تحمل من منافسه المتصابي الكثير من الاهانات ذات الوزن الثقيل, والتي تذاع على الملأ والهواء مباشرة في ان واحد, ورغم هذا وذاك لم يحاول بوش الخوض مع منافسه في حرب كلامية شنيعة الابعاد، لكن بالنهاية يفقد الهمام اعصابه ليقوم بنصحه نصيحة الهدف منها الظهور بمظهر الرئيس الواثق من نفسه، امام المنافس ذو الشخصية المهزوزة, خاصة والاخير يظهر نفسه كبطل قومي، حارب الفيتناميين كالاسد الجسور، وارداهم قتلى وجرحى، وامتلأ صدره وكتفيه اوسمة ونياشين، الى ان اتى ثلة ممن يدعون بالصقور وهم المحاربون القدامى بالقوات الامريكية، ليدلوا بدلوهم فوق رأسه, ويقلبوا بطولاته رأسا على عقب, فاتهموه بالجبن والفرار من ارض المعركة, بل انه جاوز ذلك الى القيام بالتشكيك بزملائه الجنود ابان تلك الحرب، ونعتهم بالقتلة والاشرار!! حينئذ بدأ (غسيل) كيري بالظهور، وبأبشع صورة كان يتخيلها، وبدأ الجمهوريون بعصر ذلك (الغسيل) بكلتا ايديهم، وربما بأسنانهم ايضا, معتقدين انهم يقومون بمهمة وطنية نزيهة ازاء مرشح غير نزيه.
حقيقة لا ادري سبب اصرار المرشحين الامريكيين العجيب على ولوج البيت الابيض، بأي طريقة ووسيلة كانت, وقيادة اقوى دولة بالعالم، وكأنها مركبة عملاقة كما صور لنا الكرتون الياباني في افلامه المدبلجة المقدمة للاطفال, تلك المركبات الفضائية الضخمة، التي تصول وتجول في الفضاء، للفتك بأعدائها، وابادتهم عن بكرة ابيهم, ولا اجد هنا مثالا اكثر واقعية من ذاك المسلسل الجذاب الذي طالما شاهدناه في صبانا (جرانديزر) والذي يقودة رجل يدعى (دوق فليد) ويقوم بالسيطرة على تلك المقاتلة، ودحر الاشرار(بالنسبة اليه طبعا).
الى هنا يتبادر الى ذهني سؤال مخيف، هل مرشحا البيت الابيض من عشاق الكرتون الياباني؟
وهل كل منهما يرى في نفسه (دوق فليد) آخر؟ متصورا ان العالم بأسره يمثل الاشرار؟ ام ان ذلك الياباني مبتكر تلك الشخصية، بفكرة استباقية استوحى قصته منهما؟
|