* الرياض - الجزيرة:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، تشهد مدينة مكة المكرمة في المدة من الحادي عشر إلى الثامن عشر من شهر شعبان المقبل 1425هـ، الموافق من الخامس والعشرين من شهر سبتمبر المقبل إلى الثاني من شهر اكتوبر المقبل 2004م انطلاقة مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في دورتها السادسة والعشرين التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد. والبالغ عدد المشاركين فيها (160) متسابقاً من مختلف الدول والأعمار.
وبهذه المناسبة، صرح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بأن المسابقة وهي في دورتها الحالية وقد مضى من عمرها المديد ستة وعشرون عاماًَ اسفرت عنها الكثير من الأهداف والمعاني الجليلة من اهمها شدة التنافس، والإقبال الكبير من مختلف دول العالم على كتاب الله الكريم بين أبناء المسلمين في شتى دول العالم العربي والإسلامي، كما ساعدت على التآخي بين تلك الفئات وجمعتهم على صعيد واحد وظهر لهم في واقع حي ومشاهد عظمة هذا الدين القويم الذي جمع الناس، وألف بينهم على الرغم من اختلاف اللون والجنس واللغة والأرض.
وأكد معالي الشيخ صالح آل الشيخ على أن هذه الدولة المباركة وقيادتها ابتداءً من مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - ومن بعده ابناؤه البررة جعلوا خدمة القرآن الكريم اسمى الغايات وأنبل الأهداف، وبذلوا لتحقيق تلك الغايات شتى الوسائل والسبل من إنشاء للمدارس والمعاهد والكليات للعناية بالقرآن الكريم وعلومه، اضافة إلى أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة الذي أمر بإنشائه الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بأرقى الوسائل لطباعة القرآن الكريم، ونشره وتوزيعه بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، وحفز الهمم عليه بالحفظ والعناية والتدبر.
وتناول معاليه في تصريحه فضل القرآن الكريم وأهمية حفظه قائلاً: لا يتلو المؤمن القرآن الكريم إلا ناله من الفلاح والأجر نصيب وافر، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } ، وإن مما يعين على تلاوة كتاب الله العزيز، وتدبر آياته، وتلمس حكمه وعظاته، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:( الذي يقرأ القرآن، وهو ماهر به، مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، فله أجران).
وأبان معاليه - في سياق تصريحه - أن النعمة الجليلة التي أنعم بها على البشرية هي الكتاب العظيم الذي يسير بالقلوب الحية إلى الله بين حادي الوعد يطربها ويؤنسها، وزاجر الوعيد يحذرها ويوقظها يحلق بها في فضاء الإيمان بين رجاء يدفع إلى الخير ويرغب فيه ويحث عليه، وخوف يمنع من الشر وينفر منه، ويزجر منه، مشدداً معاليه على أنه لا يستفيد من هذا القرآن العظيم الا من وفقه الله، فأرهف الحس لدلالاته، وشنف الآذان لآياته، وفتح القلب لهداياته، قال تعالى:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وأكد معاليه أن هذه المسابقة العظيمة هي من آثار هذه الدولة المباركة برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ويرعاه - معتبراً المسابقة بأنها مسابقة إسلامية عظيمة يجتمع فيها أهل القرآن الكريم في مهبط الوحي ومنبع الرسالة، وقال معاليه: إن القرآن الكريم لما انزله الله - جل علا - على هذه الأمة جعله مناراً لها ورفعة لهذه الأمة، ومشيراً إلى أن هذه المسابقة جاءت لتكون منارة إشعاع يحمله المتسابقون معهم إلى بلدانهم وإلى أهاليهم تذكاراً بما جاء في القرآن العظيم وهدايته.
وقال معاليه: إن من الفخر أن نكون خدماً للقرآن العظيم ولحملته، ولهذا شرفت المملكة أن كانت حاملة للقرآن الكريم دستوراً لها ومصدراً وحيداًَ للحكم والتحاكم وقول الحق هو الفصل فيما تأتي به وتذر في داخل بلادها وخارجها، مبرزاً معاليه عناية المملكة وقادتها وشعبها بالقرآن الكريم والمتمثلة في صور كثيرة من أعظمها تحكيم هذا الكتاب الذي نزل هداية للأمة ودستوراً لها والعناية بطباعته وترجمة معانيه ونشره في أرجاء المعمورة من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وتعليم الناس لهذا الكتاب الكريم عن طريق مدارس ومعاهد لتحفيظ القرآن الكريم وجمعيات التحفيظ والتشجيع على ذلك بوجود هذه المسابقة المتميزة (مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره)، و ( المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره)، والإنفاق على هذا العمل المبارك والتشجيع عليه في كل صوره واعماله.
وأكد آل الشيخ أن أهمية مسابقة الملك عبد العزيز الدولية تكمن في احتضانها لعدد كبير من أبناء الأمة الإسلامية الذين يتنافسون على مائدة القرآن الكريم، شارحاً معاليه أن القرآن الكريم هو أفضل الذكر، لانه مشتمل على جميع الذكر من تهليل وتذكير وتحميد وتسبيح وتمجيد، وقال: لقد جاءت النصوص في فضل القرآن الكريم متواترة في الكتاب والسنة، مشيراً معاليه إلى أن الله تعالى قد انزل القرآن الكريم كما أخبر في كتابه العزيز لعلتين وغايتين لقوله تعالى:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
واستطرد معاليه قائلاً: إن القرآن الكريم هو الهدى والنور، فيهدي الله تعالى به للتي هي أقوم، قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}، هذا القرآن العظيم المنزل من عند الله عز وجل هو كلام الله المعجز وفيه الخير والبركة لمن تعلمه وعمل به واتخذه طريقاً ومنهجاً، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عثمان رضي الله عنه واخرجه البخاري وغيره:( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وفي رواية للترمذي وابن ماجه:( إن أفضلكم من تعلم القرآن).
وبين معاليه أن تعلم القرآن وتدارسه خير ورحمة وسكينة، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام:( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)، وإن من فضل القرآن الكريم انه شفيع لأصحابه وحجة لأهله، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - انه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) رواه مسلم.
|