عمليات اختطاف الرهائن التي تتوالى في العراق وتستهدف أبرياء ، يدفعون رقابهم للمراهنة على سياسات الدول ، باتت الآن تأخذ شكلا عشوائيا ، وكأنها مهنة جديدة ، فبينما كانت الجماعات المسلحة التي تقوم باصطياد الفرائس تعلن أن هدفها هو خروج القوات الخارجية من العراق ، فإنها الآن وهي تختطف الصحافيين الفرنسيين تطالب فرنسا بالعدول عن قرارها بمنع الحجاب في مدارسها!
المعروف أن الصحافة الأجنبية اكثر شفافية من الصحافة العربية ، ومهما اختلفنا معهم على أي توجه عام ، إلا أن المهنية الصحافية لديهم, لا تعمل لصالح الحكومات أو تجميلها ، بل على العكس تظهر عيوبها وتزايد على ذلك بما يمكن أن يكشف الحقيقة كاملة لشعوبها وغير شعوبها.
من هنا كان المنطق الذي تضمنه خطاب وزير الخارجية الفرنسية والموجه للخاطفين ، بان هذين الصحافيين ذهبا للعراق لنقل الحالة الداخلية للعراق للعالم اجمع ، ناهيك عن قوله بان بلاده تدافع عن الحريات وتتبنى قوانين الدفاع عن الإنسان بعيدا عن لونه وملته وهواه.
ولن نعيد مسألة الأهمية الإنسانية لمواطني هذه الدول الكبرى التي تعتني بأفرادها ، ليس في شأن المفاوضة فقط ، بل اعتبارها لحقوق مواطنيها وان يذهب مسؤول كبير إلى الشرق الأوسط من اجل إنقاذ حياة رهينتين ، وهو ما تختلف علية نظرة الكثير من الدول في العالم الثالث ، التي تؤمن بأن رقبة تطير لأي سبب ستأتي بدلها ألف رقبة ، وتبقى مسألة المعايير الإنسانية في تأرجح تام ! الحقيقة لا غيرها ، إن مثل هذه العمليات التي تقدم الأبرياء أضحية ووسيلة للتعبير ، إنما تسيء للدين الإسلامي بشكل عام ، وان مثل هذه الأطر لا تخدم القضية الأهم وهي اتهام هذا الدين العظيم بكل رزايا هذا العالم وجنونه وجنوحه نحو الدماء والموت.
كان امين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ، اكثر بساطة وهو يناشد المختطفين بإطلاق سراح الرهائن الذين يعنون لبلادهم شيئا ، بان الوضع متأزم جدا وسيدخلنا منعطفات حرجة لا يحتملها الوضع القائم ، الأجمل من هذا هو قفزة السيد موسى إلى المعنى مباشرة وهو يقول بصريح العبارة : ( إحنا مش ناقصين )!!
|