نادرا ما يصدق المسئولون الإسرائيليون عند الحديث عن الفضائح التي يرتكبها عملاؤهم ودبلوماسيوهم في الدول الأجنبية، إلا أن قول وزير خارجية إسرائيل سيلفان شالوم عن فضيحة الجاسوس الإسرائيلي في مكتب وزير الدفاع الأمريكي الجاسوس لاري فرانكين، حيث قال شالوم (إن العلاقة حميمة بين إسرائيل والولايات المتحدة.. التعاون وثيق وحميم وكذلك مستوى تبادل المعلومات لدرجة أن المعلومات المتبادلة أكثر سريةً من أي محادثة).
وعلى طريقة الشعراء الشعبيين.. (صح لسانك..)!!
إذ إن مكتب رامسفيلد بالذات وما يضمه من صهاينة أمريكيين كفيل ليس بنقل المعلومات السرية لإسرائيل بل وحتى العمل لصالح إسرائيل حتى على حساب أمريكا نفسها.. وهذه حقيقة يعرفها كل الأمريكيين الذين لا يتردد كبار مسئوليها بالقول إن مصلحة إسرائيل تتساوى مع مصلحة أمريكا.. وتتقدم في بعض المواقف..!!
أما لماذا تزرع إسرائيل جاسوساً في مكاتب كبار المسئولين الأمريكيين؟! ومرد هذا إلى مراقبة هؤلاء المسئولين الكبار أنفسهم، فالمعروف أن جماعات الضغط الإسرائيلية تمارس ابتزازاً متواصلاً مع كل المسئولين الأمريكيين في كل الإدارات ومؤسسات الإعلام والاقتصاد والتجسس على هؤلاء لا يقصد به جمع المعلومات السرية فقط، بل جمع كل المعلومات الشخصية وخاصة تلك التي يتم توظيفها للضغط على هؤلاء لابتزازهم عند الضرورة كما أن جمع المعلومات من مكاتب كبار المسئولين وإرسالها إلى إسرائيل، يهدف من ورائها لمقارنتها بما يتم تسليمها من الإدارات الرسمية لمعرفة مدى التطابق في التعهدات التي يقدمها هؤلاء المسئولون للإسرائيليين وجهات الضغط الصهيوني التي تعمل لصالح إسرائيل داخل الولايات المتحدة.
إذن فهؤلاء الجواسيس لهم أدوار محددة، جمع المعلومات المشينة عن كبار المسئولين الأمريكيين بل وحبك القصص والشراك لهم للإيقاع بهم، وعلينا أن نتذكر قصة المتدربة مونيكا التي أوقعت بالرئيس السابق كلينتون، وكيف تسربت قصتها أول ما تسربت من أوساط صهيونية معروفة، رغم أن (الصبية) يهودية جنّدت لتوريط رئيس أمريكي كان مطيعاً للدوائر الصهيونية.
وهكذا فإن للجواسيس أدواراً ومهام غير التي تحدث عنها شالوم الذي كان صادقاً في عدم حاجة إسرائيل إلى الحصول على الأسرار الأمريكية، لأن هذه الأسرار تصل لهم قبل أن ترسل إلى الجهات الأمريكية لتحليلها، إلا أن شالوم لم يجرؤ على كشف مهام وأعمال جواسيس إسرائيل في أمريكا وغير أمريكا لتطويع أصدقائها وجعلها أكثر انقياداً لما يصدر لهم من تعليمات.
|