* أبها - محمد السيد:
بدعوة من جماعة السرد بنادي أبها الأدبي التقى الروائي عبده خال بالجمهور في أبها مساء أمس الاول من خلال المسامرة الثقافية التي نظمها نادي أبها الادبي بقاعدة الأمير سلطان بن فهد بالنادي، وسط حضور مميز من محبي القصة وزوار أبها من المصطافين.
وقد شهد هذا اللقاء حواراً ساحناً بين الضيف والحضور، حيث أبدى الضيف سعادته بالمشاركة في هذه المسامرة، وقال: إني كنت أنوي قراءة أوراق كثيرة ولكن تراجعت عندما رأيت هذا الجمع، فقررت أن أسمع اكثر مما تسمعون مني. ثم قرأ نص شهادة في التجربة الرؤية، وعلَّق رئيس نادي أبها الادبي محمد الحميد على مسألة الخلاف بين عبده خال وجائزة أبها، وقال :إن ذلك وقتي وليس خلافا مع النادي، والمشكلة أن القاص المبدع عبده خال لم يطرق جائزة أبها من ابوابها ويقدم إبداعه كما يقدمه الآخرون، ويظهر انه ينتظر أن تأتي هذه الجائزة اليه.
ثم فتح باب الحوار والنقاش مع الحضور حيث تساءل القاص ابراهيم شجي عما يقال بأنه القادم من الخارج بالنص القصصي، وأن عبده خال أتى بالرواية السعودية من الخارج ولم يذهب بالرواية السعودية إلى الخارج،وتساءل شجى عن الطباعة خارج الوطن.. هل أعطت شيئا للرواية السعودية؟! أما الشاعر علي حسن الشهراني فتساءل عن رحلة الضيف مع الأدب.. وعن سبب عدم وجود قصص منشورة ومطبوعة؟! فيما تساءل القاص ابراهيم مضواح عن اي من الروائيين يكون عبده خال؟! كما تساءل آخر عن أهمية السرد في قضايا الوطن، وعن القوة التأصيلية وضروريتها للرؤية أم أن الرؤية أبسط من ذلك.. وتوالت الأسئلة والمداخلات للحضور حول الرواية السعودية وتأثيرها على الجميع.. عقب ذلك أجاب الضيف على هذه الأسئلة والاستفسارات والمداخلات فقال : كنت محظوظاً من بين روائيي المملكة وفق مطالبة ملحة من الصحافة بالكتابة القصصية، وكنا نحن جيل الثمانينيات في مطحنة الشد والجذب بين تيارين: بين الحداثة والأصالة.. وكانت الأصوات تبحث عن أماكن لها من خلال الصحافة والاندية الأدبية، ونادي أبها ساهم في نشر الصوت الشاب من خلال مطبوعته (بيادر) التي تراجعت فيما بعد، ثم نادي جدة ونادي جازان وربما تكون الرواية من أصعب الفنون .. وتحتاج إلى صبر، فمثلا رواية (الموت يمر من هنا) استمررت في كتابتها (11) عاماً حتى أن أحد الاكاديميين سخر مني وقال إنك لو حضَّرت شهادة الدكتوراة لم تأخذ منك ذلك. فقلت.. الدكتوراة تذهب وتبقى الرواية، ومضى خال يقول: إن الناقد السوداني حامد بدوي هو الذي أغراني بكتابة الرواية، ثم أشار إلى دور الناقد المرحوم محمد الطيب والدكتور محمد الشنقيطي ولم يخطر في البال يوماً من الأيام ان اكون كاتب رواية أو ان اكون روائياً. وتحدث عن انتقاله إلى جدة وتأثره ببعض الروائيين المؤثرين.. وأشار عبده خال إلى أثر الدين في الأدب ، وقال: إن ورثة الدين حولوه من متحرك إلى ساكن؛ فأول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي (اقرأ) وهذا ما يحدث بيننا وبين بعض الإخوة؛ فالإسلام دين مستقبل ودين متحضر وثورة بالحياة المستمرة بالجديد.
والإنسان متضجر بطبيعته.. وقد استعان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تأسيس الدولة كمشروع مستقبل بالأمم الأخرى.
والخليفة عثمان رضي الله عنه أوجد مستقبلاً حديثاً في غزو البحر والدخول في حركيته استقبال الآخر.. كما تحدث الضيف عن اجواء الرواية عند الدكتور غازي القصيبي من خلال (شقة الحرية)، وكذا كتابات وروايات الدكتور تركي الحمد واكد أننا إذا لم نتربَّ على الخلاف فلا تستمر الحياة.. مشيراً إلى أن الرواية أكثر تعقيداً من الفلسفة وفهمنا للأشياء البسيطة، فأنا أجد عظمة الله عندما اكون عظيماً، وقال: إن القصص التي وردت في القرآن الكريم لو تبناها الروائيون والقصصيون لاستفادوا منها كثيراً ؛ لأن الإنسان نص مفتوح وكلما كان منغلقاً قدَّم نصاً منغلقاً، وكلما كان منفتحاً كان استقباله منفتحاً، ويجب الانفتاح على الآخر.. وقال: إن على الكاتب ألا ينتظر الناقد بل ينتظر القراء فهم الذين يرفعونه على أعناقهم او يخسفون به!! والأسطورة أساس مرجعي للعلم والحياة، وأكرر: إننا بقايا أساطير وكذلك حياتنا.. فكل ما نقوم به نتاج سلوك.. ومضى يقول: أنا أحب القصة، ولكن للرواية شكلها، ونفى التشابه في الكتابة، وأكد ان الكتابة أشبه بالبصمة فهي مختلفة برغم تشابه المكان ولكن تختلف، وهذا يعود لكتابة البيئة الواحدة، وربما كتَّاب محليون يفوقون عرباً ،او عرب يفوقون كتاباً عالميين.
وقال إنه لا يوجد سرقة.. فالبيئة تنتج نصها، والبحر ينتج عالمه، والقرية تنتج عالمها؛ فما يوجد في مكان قد يتشابه في آخر، فلا ضرر للرواية فهناك ملامح بيئتها، ونفى القاص عبده خال أن يكون للطباعة في الخارج علاقة بالمادة ولكن دور الأديب في الداخل أو الرقيب.
|