أيْقَنتُ قلبي من فراقِك يُقْطع
لما دَهانى ما سَمِعتُ مُروِع
وإذا المنية أنْشَبت أظفارَها
ألفيْتَ كُل طبيبة لا تَنْفع
أحْوتْ وُرُودي بعدما جَل الأسى
هيهات يُؤتَى بالذي لا يرجِع
وإذا الإله قضي بيوم كريهةٍ
فقضاه ماضٍ لا يُردُ ويُدفَع
أمُ الجميع جَزاكِ من سَمك السَمار
دار الخلُود فأنتِ أكرم مُرضع
فلَقد تركْتِ بكُل بيت دَاعياً
يدعُو الإله لَكِ النعيم المُمْرع
وَغَرست في كُل القلوب محبةً
تنمو على طُول الحياة وتُفْرع
إني فقدتُ بفقدكِ العطفَ الذي
أوليتنيه ولم أُثيبُكِ مَطْمع
أصْبَح ظلام الليل يوحش غُربتي
لما فقدتُك والمصائب تُوجع
قد كُنت لي أُماً أعيشُ بحدبها
واليوم ودَعْتِ الحِمى والمربَع
عفواً إلهي فالخُطوب ثقيلة
لا يحتملها مُسلِمٌ يتوجَع
لكن لي في الله أعَْظم حظوةٍ
يُحذيك فيها في الجنان الأرفَع
لِتعُودَ بسمة بيتنا مقْرونة
برضاكِ عنا والإله المرجِع
وعزائي يُزجي للجميع أيثُه
في كل بيتٍ من فراقكِ يَجْزعَ
هذى هي الدُنيا صفاها كُدْرة
يا رَب جَملنا بِصبرٍ ينْفَع