روضت نفسي منذ سنين على عدم الغضب أثناء قيادة السيارة من الآخرين، وأذكِّرها قبل فتح الباب بأن الطريق غير مأمون، فالحذر واجب، ولكن الخوف صفة المهزومين سلفاً، فلا خوف إذن ولا تهور، فالوسط محمود في جُلِّ الأمور وليس كلها، غير أن فئة من قائدي المركبات يبتلونك بسلوكيات تنم عن جهل بأصول وفنون القيادة، ويتعاملون بعنتريات وتعالٍ وزهو عجيب يبرهن على الصفاقة وخفة العقل والاستخفاف بالعواقب، وأغلب هؤلاء شباب ومراهقون، غير أنه يصادف أن يكون مرتكب مثل هذه الحماقات رجلا بالغا ذا هندام ومظهر مرتب، وحين تدركه بجانب الاشارة المرورية وتراقب تحركاته وتصرفاته في تلك الفترة الوجيزة، تكتشف أن الرجل يعاني من تراكمات نفسية وربما أزمات اجتماعية أسرية، فبدلاً من معاتبته تجدك تحمد الله على الصحة والعافية، ثم تدعو له بالفرج والشفاء.
ومن تجاربي المتكررة في هذا الاتجاه استنتجت ان نسبة من قائدي المركبات لا يجب التعامل معهم بحسب العمر ولا بالمظهر الخارجي لهم ولسيارتهم، فيجب تقدير وافتراض أن المخبر مختلف، وكن عاقلاً متسامحاً.. واسأل الله المزيد من فضله.
|