منذ مدة ستة شهور تقريبا وأنا أتابع صفحة عالم الشباب خاصة بجريدة الجزيرة الغراء ومن خلال هذه المتابعة فقد لاحظت فرقا شاسعا بين ما يكتبه بعض الشباب والبعض الآخر، فشباب يكتب عن الحياة والمستقبل وشباب يكتب عن الماضي البعيد والبعض الآخر ينتحر، والآخر يموت بكتابته والى ما لا نهاية.. وهل كان بوسع أولئك الشباب الذي يفتخر بهم مستقبلهم العظيم الزاهر أن يعملوا بما يكتبون؟ وكثيراً ما كانت الحياة تترقبهم لأجل ان يفتحوا ثغرة بل ثغرات من طاقات علمهم الذي لاحظت من خلال كتابتهم انتقاداً وأي انتقاد مني لهم.. فهل يدور بخلد الشباب قول الشاعر:
وكن صادقا في كل شيء تقوله ولا تك كذابا فتدعى منافقا
ليس هنا محل لشرح هذا البيت وأترك المجال مفتوحا لمن أعنيه بهذا البيت.. ولكن ما لاحظته في الحقيقة عكس ما يكتبه الشباب في صفحات عالم الشباب، وهؤلاء الشباب لم يوفقوا بما كتبوه لانه احيانا يختلف عن مستلزمات عصرنا زد على ذلك ما رأيته بأم عيني من تصرفات تضطرني الى تلك الكتابة، وهنا أقر وأعترف بأني لا أعني كل الشباب، بل ما أعنيه هو قلة قليلة من الشباب وخاصة من كتبوا للجريدة في عالم الشباب فقط، وهل كان يدور بخلدهم ايضا الاخبار التي تطرق آذانهم وهي انه في سجون إسرائيل الغادرة عشرات بل مئات المعتقلين بصفتي شاب هزني هذا الخبر من الاعماق ودفعني الى دوامة من التفكير المتواصل الذي ينتهي الى نقطة.. وهي الى متى سيظل الشباب في حالة بعيدة عن هذا الجو يلاقي اخوان لهم صنوف العذاب، ويرون صورة الموت.. تتردد عليهم مرات عديدة في اليوم الواحد.. إذا كنتم أيها الشباب لا تعرفون كيف تكتبون عن اخوانكم لتزيدوا في معنوياتهم وليعرفوا أن كل الشباب يناصرهم.. فكيف إذا كتبتم عن أفكار لا قيمة لها؟
حائل: سماح محمد الحربي |