* كتب - زبن بن عمير:
بعد أن كان مقدمو برامج البادية أو الشعر على الأصح يحظون بالشهرة الفائقة وبالمكانة المميزة، بل بعد أن كانوا هم من أفضل من ينتقي وينقح الشعر والقصة المروية.. بعد أن بنوا مجداً لبرامج الشعر وصل لعباب السماء فخراً وقوة ونضجاً وجزالة، رأينا ذلك الصرح الجميل يتهاوى شيئاً فشيئاً حتى يكاد يصل القاع الآن بدون مترحم عليه ولا أسف.. وليتنا رأيناه يوماً (مغلقاً لأعمال الصيانة) لنرجو بأن يتم إعادة فتح بابه الوحيد بقوة ومقدرة أكبر من السابق، ولكن رأينا ذلك الصرح تُفتح به الأبواب وتُزال الجدران ليدلف إليه مَنْ يشاء بدون سؤال أهل البيت، بل هكذا وكأنه أصبح (خرابة) ينعق بها من لا رادع له.. أو كأني به بعد أن كان ينتظر الناس في الخارج ليرد حاجب الصرح بالدخول أو الرجوع، كأني به جداراً في إرث بائد لذرية مقطوعة فقيرة.. الكل أصبح يتخطى هذا الجدار بلا (إحم أو دستور).
بعد مطلق الذيابي وعبدالله الزامل ثم منديل وابن عمير والعزب والحميدي وغيرهم، خرجت علينا نجاح المساعيد صاحبة (التحية الشهيرة)، لتقدم برنامجاً شعرياً اعتراه كلل وخلل، وابتعد عنه أكثر الأمور قبولاً.. خرجت فصعقنا وذُهلنا ثم رحلت، فحمدنا الله وشكرنا القائمين على القناة لحفظ (ماء الوجه) للشعر، ولكن كنا ومازلنا وسنظل نتساءل: كيف سمحت الأيام بخروج نجاح لتقدم أكثر البرامج دعوة للمحافظة على العادات والتقاليد، إلا إن كانت عاداتنا تغيرت من الستر للتبرج؟!
لا أحد يدري لماذا تم ذلك ولا من أين بدأت شرارته، ولكن سكتنا حتى جاءتنا (الأدهي والأمر): مطربة فنانة.. ربما هي ليست مطربة أعراس ولكنها كيف تفقه بالشعر؟ (ولا أحد ينسى حلقة صادوه معها وثقافتها البارعة).
أريام تأتي لتقدم برامج الشعر الشعبي.. عندها قلنا يا حليلك يا نجاح على السوء السابق، وسواء كانت شاعرة تكتب أو يكتب لها، إلا أنها أحادية الخط في عالم الشعر.. ولكن مطربة؟ ماذا بقي لأهل الفن؟ ربما سيقدمون السياسة أو الاقتصاد كما فعل أحمد سعد مع الملحم رئيس شركة الاتصالات عندما عراة الأخير وأثبت لنا بأن سعد لا يستطيع إلا أن يقابل فيفي عبده ومن على شاكلتها.
لا يهم، المهم: كيف تخرج مطربة في كل حلقة وللأسف مع أكثر الضيوف، بعضهم لهم أسماء لامعة ومعروفة، ليطلبوا منها الغناء؟
كنا نظن أن الحركة هي تعرية الضيف لمقدمة البرنامج لسطحيتها، ولكنها أصبحت سمة في البرنامج -إن صح التعبير- ولا ندري، هل هو برنامج شعر يتخلله فقرة لأريام لتعيد تدريب حنجرتها على الغناء، أم أنه برنامج غناء يتخلله مقابلة شاعر يطلب أغنية؟
ليت برامج الشعر لم تصبح مبتذلة إلى هذه الدرجة، وليتنا نصحو من نومنا لنرى برامج الشعر عادت مشرفة.
|