إن ما حدث في العاصمة الأردنية.. عمّان تحديداً في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي مع اللجنة المشرفة على بطولة دوري أبطال العرب لكرة القدم وما خرج به من نتائج تلك المناقشات الساخنة لذلك الاجتماع الملتهب برفض مشاركة النادي الأهلي المصري اعتبره بمثابة الانتصار لهيبة النظام وشخصية الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يترأسه الرجل المحنك والخبير الأمير سلطان بن فهد ولمستقبل بطولاته.
فالرؤية التي كان يدافع عنها الأمين العام عثمان السعد كانت الرؤية الصائبة والمتعقلة ذات المنطقية والنظرة المستقبلية البعيدة المدى.. فاللوائح والأنظمة يجب أن تحترم وأن تسود وتطبق على الكل دونما استثناء، والأهلي المصري شوش على البطولة في نسختها الأولى بانسحابه غير المبرر وكاد أن يجهض حلما عربيا طالما سعى رجالات الرياضة العربية على تحقيقه.. المتمثل ببطولة كبرى تجمع كل العرب من المحيط الى الخليج، وخطاب الالتماس الذي تقدم به مسؤولو الأهلي يفيد ويقر اعترافهم بخطأ قرار الانسحاب، وهنا يجب أن تطبق العقوبة القانونية، خاصة وأن قرار المشاركة كان خاضعاً للتصويت، والأغلبية رفضت المشاركة، التي لا يجب ان تكون على حساب اللوائح واحترامها، فمن أمن العقوبة اساء الأدب، كما أن قرار مشاركة الأهلي لو حدث سيفتح الباب لمن يشوه بطولات الاتحاد العربي والتجمعات العربية الشبابية بغرض البحث عن مكاسب مادية وقتية لا علاقة لها بأهداف هذه البطولات السامية في معانيها، كما أنها ستكون بمثابة المكافأة للمخطئ أو المسيء أو المشاغب، والأهلي يجب أن يعامل كبقية الفرق الأخرى دون تمييز أو مجاملة، فالبطولة ستنجح به أو بدونه، وهذا ما حدث في البطولة الأولى رغم سلبيات التنظيم.
خلاصة القول.. إن القرار كان حكيماً ومكسباً لضمان مستقبل استمرار دوري أبطال العرب، وما فعله عثمان السعد كان هو فعل الواجب بعينه لأنه لا يصح إلا الصح.. ولا توجد مؤامرة ضد الأهلي المصري كما يشيع بعض الاشقاء المصريين من رجال الصحافة والإعلام المتعصبين للأهلي.. وإنما هيبة وسمعة وشكل بطولات الأندية العربية تتطلب الحزم، وفعل (الصح) دائماً.
فواصل
** نعترف بأن بطولة دوري أبطال العرب وقعت في سلبيات عديدة في نسختها الأولى وهذا أمر طبيعي كبطولة وليدة بفكرتها، لكن الأكيد انها أسهمت في اثراء الكرة العربية بالعديد من اللاعبين الذين تعرفنا عليهم وتابعناهم وتطور مستواهم خلال المباريات الوفيرة التي أسهمت في فرص الاحتكاك وفرصة التجربة واكتساب الخبرة، كما أنها زادت من شعبية بعض الأندية عربياً.
***
** يقول محي الدين صالح كامل في حواره مع (الجزيرة): إن اختيار مشاركة المطربين أو المطربات في افتتاح أو ختام البطولات أمر معمول به أوروبا وفي أمريكا وافريقيا.. لكن برأيي أن هذا الاختيار يجب أن يخضع لمعايير مهمة منها مكانة وشعبية الفنان ورصيده من الاحترام لدى الجماهير.. حتى ذلك معمول به عالميا، فليس من غنى ألبوما أو اثنين يجري اختياره للمشاركة، كذلك البعد عن مطربي الاسفاف الفني أمر واجب..!
***
** المؤتمر الاعلامي الأول الذي اقيم على هامش مراسم اجراء قرعة البطولة كان فرصة بحق للالتقاء مع العديد من الزملاء الاعلاميين أصحاب الخبرة والتجربة وكذلك التعرف على ثقافات ورؤى مختلفة.
***
** أعتقد أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر غاية في الأهمية للاعلاميين العرب خاصة فيما سيتعلق بتنظيم ندوات ومؤتمرات إعلامية دورية للصحافيين العرب، وعقد ورش عمل وحلقات نقاش في كل قطر عربي على حدة يسهم في عملية دفع عجلة الصحافة العربية للأمام ومسايرة الركب، والأهم أن يتم تفعيل دور الاتحاد العربي للصحافة الرياضية.
***
** أعجبني في الأردن ثقافة المواطن الأردني العالية.. وحرصه على سمعة بلاده من خلال احترامه وتقديره للسائح أياً كانت جنسيته فالثقة موجودة ومتبادلة.
|