لقد اطلعت على ما كتبته الكاتبة المعروفة فوزية ناصر النعيم بجريدتكم في عددها الصادر يوم السبت الموافق 5 من رجب 1425هـ بعنوان (راقصات على أنغام الرذيلة)، حيث صورت في مقالها بشاعة الفيديو كليب وقد أجادت الكاتبة في ذلك، إلا أن العتب يقع عليها حيث ذكرت كيف أنه أساء للغناء العربي، وأصبح غناء بلا هدف ولارسالة.. وأنا وبالله التوفيق أقول إن ديننا الحنيف قد وضح لنا حكم الغناء وأنه حرام ومنكر ومن أسباب غفلة القلوب وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة.. كيف لا.. وهو مزامير الشيطان واللهو والباطل.. قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}، (6) سورة لقمان، قال الواحدي وغيره من المفسرين، إن لهو الحديث في الآية المراد به الغناء، وروي عن ابن مسعود- أنه قال: والله الذي لا إله غيره (هو الغناء)- يعني لهو الحديث.. ولم يستثن من ذلك الغناء العربي، وقال صلى الله عليه وسلم :(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).. إذاً هل أبيح لنا الغناء العربي في الأصل؟ لا والله فكلاهما باطل على باطل وكلاهما من عمل الشيطان.
وفي قول الكاتبة :(هذا هو الغناء العربي.. يبقى غناء بلا هدف أو رسالة) فيا للعجب!.. هل للغناء أصلاً هدف أو رسالة!.. فوالله ما الأغاني إلا طريق لنشر الفاحشة وما يكاد يذكر فيها إلا الحب والغرام.. فلم نسمع قط أن مغنياً غنى في التحذير من الزنا! أو الأمر بغض البصر!.. أو صوم النهار أو قيام الليل!
وللأسف الشديد إن هذا الغناء قد أصبح جزءاً من الحياة اليومية.. فترى الأجساد له تتمايل في حفلات الزفاف.. وتجده في الاستراحات والمنازل وفي ألعاب الأطفال وفي أجهزة الحاسبات والجوال.. وفي كل مكان.
وتنهي الكاتبة مقالها بإعلان حالة الطوارئ لإنقاذ الغناء العربي من قبضة الدخلاء.. وأنا أقول لنعلن حالة الطوارئ لإنقاذ أسماعنا وأنفسنا من هذا اللهو المحرم.. قال تعالى {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}، وقد توعد الله سبحانه وتعالى بالمسخ إذا كثرت المعازف.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة وخنازير) قالوا: يا رسول الله أليسوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ قال:( بلى ويصومون ويصلون ويحجون) قيل فما بالهم؟ قال:(اتخذوا المعازف والدفوف والقينات فباتوا على شربهم ولهوهم أصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير).
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ريم صالح التركي- عنيزة
|