السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد اطلعت على ما كتبه الأخ الفاضل: محمد أبو حمرا، في جريدة الجزيرة عدد: 11646، عن بعض القنوات الفضائية وآثارها السلبية، إنها صرخة غيور فلا بدّ إذن من التذكير وإعلان النفير فالأخطار محدقة بنا من كل صوب، لذا يجب على الغيورين على بلادهم ومجتمعهم، تبصير الناس بمكامن الخطر بالحكمة والموعظة الحسنة، فالطريق طويل والعراقيل كثيرة، والمتربصون لا يكلون ولا يملون، وهم من أجل تحقيق غاياتهم الخبيثة، ينفقون الأموال الكثيرة ويجهدون أنفسهم في اختراع الوسائل التي تمكنهم من الوصول لأهدافهم بيسر وسهولة، فوجدوا أن الطريق الذي ينفذون من خلاله لتحقيق مآربهم، هو الإكثار من عرض مثل تلك البرامج التفاهة، التي تفعل في الأخلاق أشد مما تفعل النار في الهشيم وما من أمة تبتلى في أخلاقها، إلا وتحفر قبرها بيدها، والتاريخ يشهد على ذلك، فكم من أمة ذات صولة وجولة، فلما تنكبت عن طريق الجد انهدت أركانها وتحطم بنيانها.
لقد اعتقد الناس أن مكمن الخطر في القنوات الفضائية الغربية، فإذا الخطر الذي نرهبه ونخشاه، ينبعث من بين أيدينا هو من بعض القنوات الفضائية العربية، التي كنا نحسبها السد المنيع والملاذ الآمن للحفاظ على ثوابتها وعاداتنا وتقاليدينا، فإذا هي امتداد لغيرها تعمل معاول هدمها في بنيان أمتها.
إلى متى سيستمر مثل هؤلاء في جهلهم؟ أحسبوا أن جموع المشاهدين والمتابعين، لا يقر قرارهم ولا تهدأ نفوسهم إلا حينما يشاهدون تلك البرامج التافهة؟، أهذا مبلغ علمهم بأمتهم؟.
إخواني متابعي تلك القنوات اربأوا بأنفسكم، أن تكونوا عوناً لدعاة الباطل والانحراف والإفساد فإذا ضل مثل هؤلاء فلا تكونوا مثلهم، وإذا جهل مثل هؤلاء دورهم في بناء كيان أمتهم، وصيروا ظهورهم مطياً للحاقدين والماكرين.
وبعد: قد يتساءل البعض هل من بديل؟ نعم البديل موجود، إذا صدقت النية وحسن الظن بجموع المشاهدين والمتابعين، وتحرر من التبعية للآخرين، فالبرامج كثيرة فهناك البرامج العلمية والثقافية والندوات والمحاضرات واللقاءات الرياضية المحتشمة والمسرحيات والمسلسلات والمسابقات الهادفة، وغيرها كثير.
وبودي لو أن قناة من تلك القنوات، تجرب مثل ذلك لترى بنفسها كيف تكون متابعة المشاهدين لبرامجها، وحسن ثنائهم عليها ودعوة الآخرين لمتابعتها. وفق الله الجميع لما فيه الخير..،،
محمد بن فيصل الفيصل- المجمعة |