يمكن لأي مواطن في منطقة حائل أن يلحظ المتابعة الجادة واللصيقة للمرافق التنموية بالمنطقة من قِبل أميرها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن، من واقع توافد بعض أصحاب المعالي الوزراء أو بعض كبار المسؤولين في الحكومة إلى حائل لمناقشة أوضاع المنطقة وتلمس حاجاتها التنموية الحيوية، ولعلَّ الخبر الذي نشرته صحيفة الجزيرة في عددها (11649) الصادر يوم الجمعة 4 رجب 1425هـ، يأتي تأكيداً لهذا الجهد الكبير الذي يبذله سمو الأمير، خاصة في جانب الخدمات الصحية، كون الخبر يحمل في طياته اعتماد (مستشفى حائل التخصصي) بطاقة 500 سرير المزمع إنشاؤه في القريب العاجل جداً كما يشير الخبر.
غير أن هناك عدم وضوح في طبيعة هذا المستشفى التخصصي، هل سيكون مستشفى جديداً بما تعنيه هذه الكلمة وضمن رقعة جغرافية مستقلة، أم أنه توسعة جديدة لمستشفى حائل العام، خاصة أن اللقاء الذي أجرته صحيفة (الجزيرة) مع الدكتور سليمان المزيني مدير عام الشؤون الصحية بحائل، في عددها رقم (11652) الصادر يوم الاثنين 7 رجب 1425هـ كشف أنه زيادة في السعة السريرية بواقع 200 سرير.
أياً كانت حقيقة خبر المستشفى التخصصي، إلا أنه يعد قفزة نوعية في مستوى الخدمات الصحية بمنطقة حائل، وسد ثغرة كبيرة في خريطة احتياجات المنطقة للنواحي الطبية المتخصصة، من حيث رفع مستواها الخدمي والفني والمهني، بل سيكون المستشفى- إن شاء الله- علامة فارقة في مسيرة المنطقة الصحية متى ما بدأ العمل به وتشغيل مرافقه لخدمة المواطن والمقيم.
لذلك أجدها فرصة مناسبة ونحن نحتفي بهذا الحدث الصحي على صعيد أهالي حائل، الذين يثمنون هذه الخطوة المباركة على درب التنمية الوطنية الحديثة، أن أشير إلى مسألة على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، وهي مسألة (تشغيل) المستشفى الجديد بعد اكتمال تشييده، خاصة أن أهالي المنطقة لديهم (تجربة سابقة) ما زالت عالقة بالذاكرة مع وزارة الصحة بخصوص بناء مستشفى (النساء والولادة) بحائل، حيث تجاوزت مدة بنائه وتشغيله قرابة (خمس عشرة سنة) على أقل تقدير، وخلال هذه المدة الطويلة لتنفيذ البناء، غير أن هذا الضغط لم يخف بعد افتتاح المستشفى إلا بشكل محدود، ناهيك أن تشغيل هذا المستشفى الذي خرج إلى الوجود بولادة قصيرية يتم حالياً بشكل (ذاتي)، وليس عبر شركة طبية متخصصة.
وعليه أضع بين يدي سمو الأمير سعود- الذي عودنا على المكاشفة وعلمنا حسن التواصل عبر النوافذ الصحافية، ومن بينها هذه الجريدة الغراء- رجاء أهالي المنطقة أن تكون مسألة (تشغيل) المستشفى في أعلى قائمة أولوياته على طاولة سموه الكريم في مسارات متابعته لمراحل تشييد المستشفى الذي يعد الحلم القادم للمنطقة، خاصة أنه تخصصي وبطاقة سريرية تفوق مستشفيات المنطقة، كي لا تتكرر التجربة فيسود شعور جماعي بعدم الثقة لا قدر الله بخدماتنا الطبية التي تتولى الإشراف عليها وزارة الصحة، التي لا نشك في حرصها على توفير الخدمة الطبية اللازمة والجيدة لكل مواطن.
محمد بن عيسى الكنعان |