سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
تحت عنوان (زيارة عاجلة ومفاجئة لهذا المستشفى يا معالي الوزير) كتب أحد المواطنين في (العدد 11642) منتقداً مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، ولنا على مثل هذه الكتابات ملاحظات نود أن نشير إليها باختصار شديد.
أهم ما يجب معرفته أن عالم المستشفيات عالم معقد وليس بالبساطة التي يظنها عامة الناس، وتقييم الأداء في أي مستشفى لا يمكن مطلقاً أن يكون مقبولاً ما لم يأت من مجموعة خبيرة في إدارة المستشفيات وفي الطب بمختلف أقسامه.. ولا يمكن لأي فرد مهما بلغ من المعرفة أن يحكم على أداء مستشفى ويطلق الأحكام الجزافية والمزاجية.
وقد لاحظت أن ما نشر لهذا المواطن فيه نقاط ضعف تدل على أنه كتب ما كتب إما اجتهاداً أو ربما تحت تأثير المزاج المتعكر الذي ينتاب كل إنسان يراجع أي مستشفى بسبب مرضه أو مرض أحبته.
أولاً: يقول صاحب الشكوى عن مراجعي المستشفى (لايزال جزء كبير منهم ليس راضياً عن الخدمة الصحية المقدمة بهذا المستشفى)، وهذا كلام جزافي، ونسأله هل قام بإجراء إحصاء لجميع مراجعي المستشفى وثبت لديه بشكل علمي أن جزءاً كبيراً من الناس غير راض عن أداء المستشفى؟!.
ثانيا: ثم يعود لينه نفسه وأنه ليس له أي مصلحة شخصية وليس له خصومة مع هذا المستشفى.. لينتهي بأن سبب الكتابة أنه يريد أن يرى مستشفى بريدة مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.. والسؤال هنا هل يعرف كاتب الشكوى كم ميزانية مستشفى الملك فهد ببريدة وقارنها بميزانية مستشفى الملك فيصل التخصصي.. وهل يعلم أن تخصصي الرياض هو مستشفى مرجعي ومركز أبحاث عالمي وما تصرفه دولتنا الرشيدة على تخصصي الرياض وكل أقسامه وفروعه ومراكز أبحاثه في نصف شهر يعادل ميزانية عامين لمستشفى بريدة.
والشاهد أن المقارنة بين المستشفيين خطأ فادح.
ثالثا: كاتب الشكوى يطلب زيارة مفاجئة من الوزير ويرى فيها علاج كل الأخطاء التي يتخيلها بينما في المنطقة مدير شؤون صحية هو من أقدر الأطباء والإداريين السعوديين وقد شهد له بذلك كل من تعامل معه وقد تدرج في خبراته كطبيب ثم مساعد مدير مستشفى ثم مدير مستشفى ثم مدير عام شؤون صحية.
ويساعد هذا المدير مجموعة كبيرة من أخلص أبناء الوطن ويجب أن نبتعد عن تحقير الناس العاملين بل الواجب أن نقول للمحسن أحسنت.
رابعا: اتهم كاتب الشكوى الشركة التي تعمل في المستشفى بأن لها نصيباً وافراً من تردي الخدمات الصحية وأنها تختار أطباء وكوادر غير مؤهلة وتشغلهم برواتب ضعيفة إلخ..
وبودنا أن نسأل المذكور هل اطلع على عقد الشركة وهل اطلع على رواتب الأطباء وغيرهم وعلى كفاءاتهم وشهاداتهم أم أنه فقط يكرر كلام العوام من الناس الذين لا ينظرون إلى أي شيء تقدمه الدولة إلا من زاوية سوداء ولا يعجبهم من الدولة أي شيء تقدمه وليس لهم سوالف في مجالسهم إلا نقد خدمات الدولة.
نصيحة لكاتب الشكوى اقتربوا من أي طبيب أو موظف وتعرفوا عن صدق كم رواتبهم ولتروا أنه لا يجوز مطلقاً أن يعين أي طبيب في أي مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة إلا بموافقة الوزارة، وأن الوزارة وضعت معايير عالمية بحيث لا يمكن قبول إلا الشهادات الصادرة من دول معينة متقدمة ومن جامعات معروفة ومعترف بها من وزارة الصحة.
أما بقية الموظفين سواء العامل العادي أو حارس أمن أو ممرض أو خلافه فلا يجوز للشركة أن توظفه إلا بموافقة رسمية من لجان في الشؤون الصحية.. ومعلوم أن الكفاءات مطلوبة على مستوى العالم ولا يقبلون بأي رواتب ولا يأتون بدون تشجيع وإغراءات.
خامسا: عقد الشركة هو تشغيل جزئي وحجم العمالة من أطباء وممرضات وإداريين الذين تؤمنهم الشركة لا تزيد على نسبة 70% من إجمالي العمالة التي تعمل في المستشفى حيث تتكفل الوزارة بتوظيف النسبة الباقية وهي 30%.
سادسا: اتهم كاتب الشكوى الشركة بأنها سبب من أسباب عدم توفير الإمكانيات الطبية وغير الطبية وأن المستشفى لايزال يعمل على أجهزة وأدوات بعضها قديم منذ افتتاح المستشفى عام 1408هـ.
وهنا وقع الشاكي في كلام العوام، ونسأله من أين جاء بأن الشركة مسؤولة عن توفير هذه الإمكانيات وعن أجهزة المستشفى ومعداته؟، فالواقع أن الشركة ليس من مسؤولياتها تأمين أي أجهزة أو أثاث أو خلافه وإنما مهمتها فقط صيانة ما هو موجود في المستشفى من معدات وأجهزة علما بأن هذه الشركة هي أفضل شركة على مستوى المملكة ولها باع طويل في عمل الخير والسعودة.
سابعا: هناك اتهامات للإدارة الطبية بالمستشفى بالمحاباة وأنها توظف وتوزع الأطباء وفق المحسوبيات ولاعتبارات شخصية.
هذه الاتهامات وما شابهها تحتاج من الوزارة لأن تحقق في الموضوع وعلى الشاكي أن يقدم الإثباتات.
ثامنا: يقترح الشاكي على وزير الصحة بعض الاقتراحات في أسلوب الإدارة وينتقد تولي الاستشاريين رئاسة الأقسام ويذكر نقص كبيراً في الكوادر البشرية في كل منطقة القصيم، وسوء الخدمة.. وإلخ، وحبذا لو أن المذكور نشر مؤهلاته التي تؤهله لهذه النصائح والاقتراحات التي مكنته من الحكم على الخدمات الصحية في المنطقة ككل.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
أخيراً: منطقة القصيم من أكثر مناطق المملكة مغطاة بالخدمات الصحية وعدد المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية يفوق مثليه في كل مناطق المملكة الأخرى.
أما مستوى الخدمات فهو بنفس المستوى في جميع المملكة ليس بالكامل ولكنه جيد ويتحسن ويعتبر أفضل المستويات على مستوى العالم العربي، هذه حقيقة وليست حلماً.
د. سعد عبدالرحمن الماجد
دكتوراه إدراة مستشفيات |