تعليقاً على ما طرحه د. الطريري 24-6 حول مناهجنا واتهامه للمطالبين بالتغيير بأنهم يساندون الظالم ويدافعون عن مشروعه الاستعبادي أود أن أطرح وجهة نظري كطالبة تعاني الأمرين من حشو وإطالة غير مبررة بمعظم المناهج، والحقيقة تقول: إننا نحتاج لغربلة وتنقيح ما ندرسه لمصلحتنا، وبعيداً عن رغبة الآخرين فنحن الطلاب أحق بمناقشة تغيير المناهج التي ندرسها.. فلو تم إجراء استبيان حول هذا الموضوع يشارك به الطلاب تحت إشراف المعلمين لما خرجت الآراء عما سأطرحه هنا من واقع تجربة ومعاناة، فبعض مناهجنا تعتبر مطولة ولها تفرعات لا داعي لدراستها أبداً وتحتاج لغربلة واختصار! وهذا البعض يشمل - التاريخ والجغرافيا والحديث والأدب والنحو.. فمثلاً مادة التاريخ لا ننكر أهمية معرفة التاريخ لكن ليس بتلك الطريقة التي تحشى في مناهجنا! خصوصاً في المرحلة قبل الجامعة، ألا يكفي الإيجاز بعيداً عن تحديد أماكن ميلاد ووفاة وأوصاف كل شخصية تاريخية والتوسع بذكر معلومات لا طائل ولا فائدة من ورائها!!.
وما يجري في التاريخ نراه أيضاً في مادة الحديث فهي محشوة بمعلومات غير ضرورية لإيصال الفكرة المرجوة من إيراد الحديث النبوي كترجمة الرواة بشكل موسع وذكر سيرتهم الحياتية وإجبار الطالب على الحفظ والاختزال لمعلومات غير ذي جدوى!.. وعلى هذا النحو بقية موادنا، فالجغرافيا من يرى منهجها يعتقد أن كل طالب يحضر للقيام برحلات بن بطوطة حول العالم، فهو محشو بمدن وموانئ ومناخ وطقس وصادرات وواردات ومرتفعات ومنخفضات كل بلاد العالم، فما الفائدة من تلك المعلومات الإجبارية التي جعلت رؤوسنا كأطلس بشري!!.
الحقيقة إن هذا الحشو غير المبرر بمواد الدراسة تستهلك جهود الطالب وتنهكه وتجعله كالببغاء الذي يردد دون أن يعي المعنى!!.. ليت الباحثين في التعليم لدينا يخففون من تلك المعاناة ويدققون فيما يلزم حفظه وما يكفي الاطلاع عليه للعلم فقط.
خلود العريني - ثانوية البدائع |