التعسف في استعمال حقه كزوج وكرجل.. وكأب.. والاتكال والتبعية على زوجته في شؤون الأسرة عامة.. استغلال حاجتها إليه من شؤون الأبناء في الابتزاز والأخذ من أموالها.. واحتقار كرامتها بدون مسوغ حق.
ومن الأخطاء التي يقع بها الرجال وبنسبة كبيرة وتحدث معارك زوجية بينهما.. وهي عادة تبدأ من الرجل في معظم الحالات.. عندما يلغي شخصية زوجته.. ويهمش دورها.. ويسفه رأيها حتى وإن كان حكيماً لمجرد أنه من المرأة.. رغم أن التاريخ الإسلامي سجل لنا التنفيذ الفعلي من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم لرأى أم سلمة السديد.. عندما أشارت عليه إبان صلح الحديبية الشهير والنتائج التي ترتبت على تنفيذ تلك المشورة.. ومن المسببات في إحداث الفتور في العلاقة الزوجية نعت الزوجة بأسماء سيئة تكرهها.. بل ويناديها بها إذلالاً أو احتقاراً لشأنها .. وبذلك يحرجها أمام أهله وأولادها. فسلوك هكذا من أشباه الرجال فخ منفذ لتعميق الخلافات الزوجية.. وارتفاع حالات الطلاق.. وازدياد ضحايا الانحراف من الأبناء وقد طال تأثيره الزوجة.. وهذا ولاشك غير مجرى حياة الأسرة لكهوف معتمة من الأخطار ووأد عطاء المرأة وأولادها.. وأخمد جذوة نور في ذواتهم ليظهروا للمجتمع بشخصيات ضعيفة تسيطر عليهم الأوهام.. والأمراض النفسية ويحطم معنوياتهم .. ويوثق قدراتهم.. عن العطاء.. وقد يوقع بهم إلا ما رحم الله إلى المهالك والرذيلة للبحث عن الاستقرار النفسي.. والإشباع العاطفي عند الآخرين.. والهروب من دفء الزوجية وسكينة الأسرة.. للتطلع عما سلب منهما من حقوق ورغبات وطمأنينة.
فكل هذا.. وذاك من تخاذل الرجل .. كزوج وكأب.. في رعيته وقوامته الشرعية في البيت.. والإهمال.. وعدم السؤال والمتابعة خارج البيت والسبب الآخر المباشر إهمال كبير لأركان الإسلام، وعدم استشعار أهمية أوامر ونواهي الشرع الإسلامي في شتى أمور حياتنا.. وعدم استحضار شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام كقدوة في منهج حياته ككل.. والتجاوزات لمطالبات دخيلة على مجتمعنا الإسلامي مستوحاة.. من ثقافة غربية لا تتفق وتنمية الحياة وخصوصياتنا المتميزة.. وما جاءت به الشريعة.. نفرت منها مجتمعاتهم.. ونساؤهم.. ويريدون إلصاقها بالأمة الإسلامية والولوج بها إلى الأسرة والمرأة خاصة.
لتعلن للملأ عبر الأبواق الإعلامية السلبية المتعاطفة أنها جاءت رحمة لتبرز حق المرأة المهان.. وهنا ما يبدو ظاهراً ولكن الباطن أشد وأعتى والذي يسير بالأسرة عبر هذه الأزمة الإعلامية إلى انزلاق خطير نحو هاوية من الضياع والظلم ودفن الحقوق.. ولا أجمل ولا أعدل من الدين الإسلامي فهو ضوء أخضر يتوهج نوره وينشر دفئه في صقيع الشتاء وعليل هوائه في قيظ الرمضاء.
فهو ليس فرقداً ننتظر مساء لنراه.. ولا شمساً خيوطها الذهبية تضيء الكون لتبدد دجاه.. بل هو كل لا يتجزأ..
حاجتنا إليه نحن المسلمين في كل زمان ومكان.
|