مستعجل
كُتَّاب مشكلتهم..مع المساجد وحلقات التحفيظ
عبد الرحمن بن سعد السماري

** تتمنى أحياناً.. أنك لم تقرأ بعض أو أكثر المقترحات حول المساجد والمصلين والأوقاف وتشييد المساجد.. لأنك تقرأ أحياناً.. كلاماً لا يسر..
** كتب أحدهم مُقترِحاً تخفيض عدد المساجد في الأحياء.. وقال.. إن عدد المساجد كثير جداً.. أو فوق الحاجة.. وليت الناس يجتمعون في مسجد واحد في الحي.. بدلاً من عشرة، أو خمسة عشر مسجداً.. يجتمعون ويصلون في مسجد واحد.. يجتمعون ويتعارفون ويحققون التكافل.. أو هكذا قال..
** ويظهر لي.. أن كاتب هذا المقال.. لم يكلف نفسه عناء الذهاب إلى المسجد وقت الصلاة.. وإلا.. لشاهد أكثر المساجد في الأحياء.. يُصلِّي فيها ما لا يقل عن سبعة صفوف.. بل إن بعض المساجد يمتلىء بالمصلين في الصلوات المكتوبة.. بل شاهدت أكثر من مسجد يصلون فيها (الفروض) على الرصيف لضيق المسجد.. ومع ذلك.. يأتي من يقول.. اغلقوا المساجد.. وابقوا على مسجد واحد في الحي فقط.. واجتمعوا فيه وصلّوا.. ولا أدري.. هل نُصلِّي دفعات مثلاً؟.. لأنه يستحيل أن يضم مسجد واحد جميع سكان الحي.. وإذا كان الحي يوجد فيه خمسة جوامع على الأقل.. وتمتلىء كلها في صلاة الجمعة.. بل تفيض.. ويصلون على الأرصفة وفي الشارع.. وفي الميادين حول المسجد.. وفي المواقف.. فكيف لو جُمع الناس كلهم في مسجد.. كيف سيكون الحال؟
** ومشكلة هؤلاء المُقترحين.. أنهم أولاً.. لا يفهمون في الشريعة إلا ما ندر.. أي هي معلومات المتوسط والابتدائي.. أما الباقي.. فهو من باب (الفهلوة) والقفز فوق المعلومة والتّذاكي وسوء النوايا..
** وما يضرك.. لو أن في الحي خمسين مسجداً.. أو مائة مسجد؟
** وما يضرك.. لو صلَّى الناس كلهم؟
** وما يضرك.. إذا تعدَّدت المساجد؟
** أين المشكلة؟
** لقد ضاق بعضهم ذرعاً.. بجماعات تحفيظ القرآن.. وقالوا فيها ما قرأتموه.. واتهموها أشرس الاتهامات.. مع أنها تُدرِّس.. كتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً فقط.. ولا تُدرِّس أي شيء آخر.. ومع ذلك.. قرأنا مَنْ طالبَ بمراقبتها.. ومَنْ طالبَ بإغلاقها.. ومطالبات أخرى مشابهة تعكس حجم (سوء النية)..
** ومشكلة بعض.. أو أكثر من يكتب في هذه الأمور.. أنه مشهور في الحي.. أنه (كسرة) فلا يعرف طريق المسجد.. ولم ولن يترك الناس تُصلِّي وتخاف الله.. بل هو في ضيق وكدر.. من أن يُصلي الناس.. وتتعدد المساجد.. وتُقام وتظهر شعائر الإسلام.. من أمرٍ بمعروف.. ونهي عن منكر واحتساب ودعوة وصلاة.. هو يضيق بذلك..
** ثم.. ألا يخجل.. ذلك الذي يجعل مشكلته وخصومته ومعركته.. مع المساجد وحلقات التحفيظ والمعاهد والكليات الشرعية والجامعات الإسلامية؟
** ألا يخاف الله؟
** ألا يخشى عقوبة؟
** كم من كاتب وكويتب.. نام ولم يستيقظ؟
** وكم.. من كويتب.. خرج من بيته ولم يعد.. وذهب ضحية حادث مروري؟
** وكم.. من (ملوسن) انتزعه الموت وسط أُسرته.. ولن يجد أمامه.. سوى عمله.. وما كُتب.. إن خيراً.. فخير.. وإن شراً فشر..
** لم تسلم المساجد.. ولم تسلم المعاهد والكليات الشرعية..
** ولم تسلم حلقات التحفيظ..
** ولم يسلم علماؤنا الأجلاء وهيئاتنا الشرعية الموقرة..
** ولم يسلم قضاتنا ومحاكمنا.. ولم يسلم الدعاة وطلبة العلم..
** ولم يسلم.. أئمة وخطباء المساجد..
فأُطلقت الأحكام وعُمِّمت على الجميع.. واجترأوا في آرائهم.. وعدّوا ذلك نقداً ونقاشاً مقبولاً.
** لسنا ضد أي نقاش أو حوار.. ولكننا.. ضد من يقول (صكُّوا) مساجدكم.. وصلّوا في مسجد واحد في الحي.. وهو يجهل.. أن أطراف بعض الأحياء.. يبعد عن الآخر.. أكثر من عشرة كيلو مترات.. فكيف نذهب للمسجد؟ وكيف نُصلِّي خمس مرات في اليوم.. مع بُعد هذه المسافة.. وهناك المُسن والمريض والصغير.
** والله.. إنك لتقرأ بعض الكتابات.. وتخشى أن تعم العقوبة.
** أتمنى.. أن يكون هناك أحد.. لما يُمكن أن يُقال أو يُناقش.. فهناك أمور لا تقبل الحوار والنقاش.. وهي ديننا.
** كيف تكون ردة الفعل.. عند ابن العشر سنوات أو الخمس عشرة سنة.. ومن هم في مقتبل العمر.. عندما ينشأوون على هذه الكتابات.. ويعتقدون أن المسألة قابلة للأخذ والرد والموافقة والرفض.. وأن بوسعك.. أن تُغلق مساجد وتحشر الناس في مسجد واحد؟
** كم عدد الذين يصلون (الفروض) في الحي الواحد؟
** لنقل.. عشرة آلاف.. عشرين ألفاً.. أو أكثر هل هناك مسجد واحد يتسع لهم؟
** لا أريد أن أسترسل في هذا الموضوع كثيراً.. فالكل يقرأ.. والكل يدرك.. أين الحقيقة؟