* نيويورك - أ ف ب:
تظاهر مئة ألف أمريكي على الأقل الأحد بدون أي حادث يُذكر في نيويورك ضد سياسة الرئيس جورج بوش عشية مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يُفترض أن يعلن اختياره رسمياً مرشحاً لولاية رئاسية ثانية.
وأكد المنظمون أن عدد المتظاهرين بلغ 400 ألف شخص على الأقل، لكن الرقم يصعب تأكيده فوراً من مصدر مستقل. وكان المنظمون قد أعلنوا أن 250 ألف شخص سيشاركون في هذه المسيرة التي ستكون بذلك أكبر تجمع خلال الأسبوع الذي سيشهد تظاهرات أخرى.
وجرت التظاهرة بهدوء، واضطرت الشرطة خلالها (باعتقال بعض الأشخاص) حسبما ذكر متحدث لم يتمكن من تحديد عدد الموقوفين أو ظروف توقيفهم.
وكان في استقبال المتظاهرين في وسط المدينة عدد من الشخصيات، من بينهم القس جيسي جاكسون، والمخرج السينمائي مايكل مور. وقال مور بمكبِّر الصوت وسط تصفيق المتظاهرين: (سنخص الجمهوريين باستقبال حار، إننا نعرف أنهم يشعرون باليأس؛ لأن نهايتهم قريبة). وأضاف: (يجب أن نقدم لهم ابتسامة لطيفة، ونلوح لهم بأيدينا). ومع وصول المسيرة إلى منطقة ماديسون سكوير غاردن، الحي الذي سيعقد فيه مؤتمر الجمهوريين اليوم الاثنين، ردَّد المتظاهرون هتافات ضد المندوبين ودعوهم إلى (العودة إلى بيوتهم). ورُفعت لافتات يذكِّر معظمها بالتظاهرات التي جرت في الشتاء للدعوة إلى السلام، وقد كتب على بعضها (أعيدوا الجنود إلى بيوتهم)، و(لا دماء من أجل النفط)، و(يعدون الجثث مثل الخراف)، و(ببساطة أكره بوش).
وارتدى المتظاهرون قمصاناً كتبت عليها شعارات ضد بوش أيضاً، وخطَّ أحد المتظاهرين على قميصه (الحكومة تنكر حقوقي، وكل ما حصلت عليه في المقابل هذا التي- شرت البالي)، وكتب آخر (العراق كلمة تعني باللغة العربية فيتنام). وقال الموظف في البلدية كيري جونز (52 عاماً) الذي قدم من أوهايو التي تشهد منافسة حادة بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي جون كيري: إن (هذا الاقتراع مهم إلى درجة لا يمكن معها عدم التظاهر). وأضاف أن (هناك 45 مليون شخص بدون تغطية اجتماعية، وهذا إجرام. أما الحرب فلا داعي لأن نكرِّر أنه ليس لدينا ما نفعله هناك).
أما جاك ألدريش فقد قطع طريقاً من ميشيغن خلال عشر ساعات ليعبِّر عن (استيائه) في هذه المسيرة التي شارك فيها رجال أعمال وفنانون وموظفون ومحاربون قدماء، قطعوا بين عشر دقائق في قطار الأنفاق وخمس ساعات بالطائرات للوصول إلى نيويورك.
وقال دوغ هوفلينغ الذي يملك مطعماً في سالت ليك سيتي (يوتا - غرب): إنه (على خلاف مع بوش حول كل شىء)، مشدِّداً على أن الوضع في العراق (انتقل من السيئ إلى غير المقبول بتاتاً).
وأكد فرناندو سواريز ديل سولار الذي قُتل ابنه في العراق في سن الثانية والعشرين: (لقد دفعت ثمناً باهظاً جداً. يحق للناس أن يقولوا لبوش: اخرج من البيت الأبيض). وأثار غضب كثيرين انعقاد مؤتمر الجمهوريين في المدينة التي استُهدفت في اعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001م، معتبرين أنها مبادرة للتعويض عما حدث. ورفع هؤلاء لافتات كتب على إحداها (لن نسمح بأن يصوِّت الأموات لمصلحة الجمهوريين).
ومن بين المتظاهرين سام فريدمان الذي كان يعمل في أحد بُرْجَيْ مركز التجارة العالمي في 11 أيلول/ سبتمبر 2001م، وقد رفع لافتة صغيرة كتب عليها (نَاجٍ). وقال: (إنني ضد أي نظام يؤدي إلى إفقار الناس ويغذِّي العنصرية).
وخلال التظاهرة كان المندوبون الجمهوريون (2509 مندوبين، و2344 بديلاً) يصلون إلى الفنادق التي سيقيمون فيها خلال المؤتمر، ويستعدُّون بحماس لاجتماعهم الذي سيستمر أربعة أيام وينتهي مساء الخميس بخطابٍ للرئيس الأمريكي. ومن أبرز الخطباء في المؤتمر حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شفارزنيغر والسناتور عن أريزونا جون ماكين المحارب السابق في فيتنام. وتحدث بوش في مقابلة تنشرها مجلة (تايمز) الاثنين عن الحرب التي شنَّها ضد الإرهاب، معتبراً أنه الرجل الذي (يصنع التاريخ). وأكد مجدداً في المقابلة أن الحرب على العراق كانت (قراراً صائباً).
وفي تصريح لشبكة التلفزيون الأمريكية (إن. بي. سي)، دافع عمدة نيويورك السابق رودي جولياني الجمهوري المعتدل الذي يلقى تأييداً لأدائه خلال اعتداءات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001م عن بوش، وقال: إنه (تمكَّن من مساعدتنا في الأيام الأكثر صعوبة من تاريخنا، ودفعنا إلى التركيز على هدف ضرب الإرهاب في أي مكان في العالم).
|