يعيش العراق حالة فوضى لا نظير لها في الوجود إلا أفغانستان.
فالحرب والقتل والدمار في كل يوم، وفي كل مكان.
والخوف والرعب من القادم هما المسيطران على نفوس العراقيين الذين لا يعرفون ما مصيرهم؟ وماذا ينتظرون في غدهم؟
إن مشاهد الموت التي تحملها الفضائيات تثبت فشل الاحتلال في إشاعة الأمن في العراق، وهي تثبت أيضا فشل الحكومة العراقية المؤقتة في احلال النظام والسلام وادخال الطمأنينة في نفوس الناس.
الموت الذي يحصد الناس في شمال العراق وجنوبه دون تفريق بين عرقيات أو طوائف.. يأتي كل يوم...
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو:
من يقتل من؟
ومتى ينتهي مسلسل الموت هذا؟
ويبدو أن الإجابة عن هذا السؤال مستحيلة لتسارع الاحداث وتداخلها وغموض دوافعها.
العراق المنكوب...
يبدو لنا على وجهين متناقضين، فهناك وجه الموت والحرب والدمار كما نشاهده على الفضائيات، وفي الصحف.
وهناك وجه اللهو والطرب كما تقدمه (البرتقالة) وغيرها من جلسات طرب وأغانٍ ومقابلات تبثها القنوات العراقية التي توحي بأن الأمن مستتب وأن الحياة في العراق على ما يرام.
ولكن الثابت من التقارير ومن الدراسات أن الحزن والأسى والموت هو ما يعم العراق، ويبدو ان مصير العراق من الخراب والدمار هو أمر شبه حتمي، فكلما أفاق من ضربة أتته أخرى، وكلما نجا من كارثة لحقته ثانية أعظم منها.
ولكن يظل الأمل كبيراً في أن تنتهي الكوابيس وتعود الأحلام الجميلة إلى الإنسان العراقي بعد أن يتخلص من قوى الاحتلال الأمريكي البغيض الذي جلب له الشر والخراب، وعندما تتشكل حكومة وطنية تنظر إلى الأمور من خلال رؤية وطنية لا تعتمد على توزيع طائفي أو عرقي، ولكن على حاجة العراق كوطن وارض وشعب، ومن ثم تشق طريقها للبناء من جديد فتعمر الأرض التي دمرتها الحروب والكوارث، وتعيد للإنسان العراقي الأمن والسلام اللذين يفتقدهما في ظل قوى الاحتلال التي لا تهتم إلا بما تجنيه من مصالح آنية على رأسها نهب ثروة العراق، وتجريده من كل ما يؤهله للعودة إلى العالم المعاصر، وأهم من ذلك ادخال السرور إلى قلوب المتشددين من اليهود والمسيحيين المتصهينين.
|