برنامج تليفزيوني يجمع بين ماكميلان وأيزنهاور

في مثل هذا اليوم من عام 1959 ظهر رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان والرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور في بث تليفزيوني تاريخي مباشر من داونينج ستريت. وكان من بين القضايا التي تناولها الزعيمان قضيتا السلام والفقر العالميين. وأعلن الرئيس ايزنهاور في حديثه قائلاً لقد أصبحت الحرب تهدد الجميع بقدرتها على هدم الحضارة ونحن جميعاً مسؤولون عن التأكد من أن أفعالنا جميعاً لها هدف واحد وهو أن يعم السلام العالم. وتحدث أيزنهاور إلى نظيره البريطاني قائلاً أنه يعتقد أن العلاقات الأنجلو أمريكية لم تكن أبداً بمثل هذه القوة. وأعرب عن أن جهود الدولتين لتحقيق السلام العالمي يجب أن تظل على قمة الأولويات. وأضاف أنه عندما نتحدث عن السلام، فإننا نتحدث عن أحد الأشياء ذات الضرورة الملحة في وقتنا الحالي. وفي خضم مناقشات الزعيمين تناولا العديد من القضايا الأخرى مثل التهديد الشيوعي والجهود الأنجلو أمريكية للسيطرة على محاولات الاتحاد السوفيتي للهيمنة على دول غرب أوروبا، وخاصة في برلين. وقد طالب رئيس الوزراء البريطاني بعقد قمة في أقرب وقت ممكن لمناقشة موضوع الحرب الباردة والسبل المتاحة لإسدال الستار عليها. وأشار الرئيس الأمريكي ايزنهاور إلى وجود تحفظات لديه بشأن ذلك الأمر. وبعد ذلك انتقلت المناقشة إلى الحديث عن الفقر العالمي والحاجة إلى القضاء عليه من خلال توسيع التجارة العالمية وتسهيل الاتصال بين الدول. وأضاف أيزنهاور أنه يعيش في عالمنا اليوم حوالي بليون وسبعمائة مليون شخص يعانون من نقص الغذاء والكساء والاحتياجات الصحية. وبعد ذلك تحدث ماكميلان عن الكومنولث ودوره في تحسين الظروف حول العالم. وكان اجتماع أيزنهاور مع رئيس الوزراء البريطاني جزءاً من جولة استغرقت ثمانية أيام في أوروبا. وخلال رحلته عقد بعض المباحثات مع الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديجول في باريس، والتقى أيضا برئيس الوزراء الإيطالي. وكان الغرض الرئيسي من تلك الجولة هو مناقشة موضوعات مثل الوضع المستقبلي لبرلين، وسبل تعزيز الغرب ضد أي ضغط سوفيتي مستقبلي في برلين.