النزلات المعوية هي بالتعريف التهابات حادة بالمعدة والأمعاء تظهر على شكل إسهال حاد وقيء وقد تكون مصاحبة بارتفاع في درجات الحرارة وفي كثير من الأحيان يسبق القيء ظهور الإسهال بحوالي 12- 24 ساعة.
وتعتبر النزلات المعوية من اشهر أمراض الأطفال في فصل الصيف ومن أكثر أسباب الوفاة لمن هم أقل من عمر سنة ببلدان العالم الثالث والإسهال هوتغيير في نوعية براز الطفل والذي اعتادت الأم إن تراه سواء في القوام (أي يصبح أكثر ليونة) أوفي عدد مرات التبرز وتزداد حدة النزلات المعوية في فصل الصيف وهو فصل الإجازات والانطلاق خارج المنزل والسفر وفي ذلك تعرض أكثر لإصابة الأطفال إلى جانب أن حرارة الجو وزيادة نسبة الرطوبة عوامل مساعدة للنشاط البكتيري وكثرة توالد الذباب والحشرات الناقلة للأمراض في فصل الصيف عامل أساسي.
******
أسباب النزلات المعوية
- التلوث الفيروسي: ويعد من أكثر الأسباب شيوعا عند الأطفال (مثل روتافيروس، ادينوفيروس وفيروسات أخرى).
- التلوث البكتيري : ويكثر في فصل الصيف للأسباب التي تم ذكرها ويجب وضعه في الاعتبار خاصة للنزلات المعوية عند الأطفال اقل من أربعة أشهر.
- الإصابة الطفيلية : أمثال الجيارديا والدوسنتاريا.
- حالات تظهر كمضاعفات استعمال بعض المضادات الحيوية والتي تسبب التهابا شديدا بالقولون Pseudo membranous Colitis
- كثير من الأمهات يشتكين من تعدد مرات التبرز للطفل الوليد والذي يرضع من الثدي في الأسابيع الأولى فأحيانا كثيرة يخرج الطفل بعد كل مرة رضاعة طبيعية ويكون البراز ليناً وذا لون اصفر ذهبي وهذه الظاهرة لا نراها عند الأطفال الذين يتغذون مع الحليب الصناعي وذلك لبعض الاختلافات بين مكونات حليب الأم والحليب الصناعي وهذه الحالة لا تعتبر نزلة معوية ولا يصحبها نقص في الوزن.
علاج حالات النزلات المعوية
- الوقاية: تعد طرق الوقاية أهم علاج لحالات الإسهال والقيء ومنها:
1- غسل اليدين احتياطا قبل إرضاع الطفل من الثدي وقبل عمل الرضعات الصناعية ووجبات الطفل.
2- العناية بتعقيم الماء اللازم لتحضير رضعات الحليب وذلك بغليه ثم تركه في إناء معقم حتى يبرد.
3- غسل رضاعات الأطفال بالماء البارد أولاً لإزالة اللبن المترسب فيها ثم غسلها بالماء الحار والصابون مستعملاً بذلك فرشاة خاصة لتصل إلى كل نقطة فيها وتحتاج الحلمات إلى عناية فائقة لإزالة ما يعلق بها من الداخل والخارج من لبن وفركها لضمان أقصى حد للنظافة ثم تغمس في الماء وتشطف.
4- العلاج: وتختلف طرق علاج حالات الإسهال على أساس تقييم حالة الطفل ومعرفة درجة المرض (بسيط أو شديد) وأيضا على أساس عمر الطفل.
علاج حالات الإسهال البسيطة
في هذه الحالات يخرج الطفل برازاً سائلاً أو ليناً يتكرر عدة مرات في اليوم وفي الغالب لا تكون هذه الحالات مصاحبة بقيء ويفقد فيها الطفل من وزنه ولا تظهر عليه علامة واضحة للجفاف وتكون حالته العامة مقبولة وعلى الأم في هذه الحالات:
- إيقاف الرضعات الصناعية والوجبات الخارجية لمدة 12- 24 ساعة.
- الاستمرار في إرضاع الطفل إذا كانت رضاعته طبيعية.
- إعطاء وجبات غذائية وسوائل لها خواص قابضة للأمعاء مثل (ماء الأرز - شوربة الجزر مع البطاطس بسكويت مع شاي خفيف - كوكتيل الرمان مع التفاح) (يعد خلطة باستعمال الخلاط وتصفيته من البزر وقد يحتاج إلى تخفيفه بالماء إذا كان سميك القوام).
- إعطاء الطفل كمية إضافية من السوائل كالماء الصافي ومحلول معالجة الجفاف، ثم العودة تدريجيا للنظام الغذائي المعتاد عند تحسن الطفل.
علاج حالات الإسهال الشديدة
- في هذه الحالات يخرج الطفل برازاً سائلاً كريه الرائحة مرات عديدة وتكون هذه الحالات مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة وقيء مستمر عند أي محاولة لاطعام أو ارواء الطفل وهنا يفقد المصاب حوالي 7 إلى 10 في المائة من وزنه وتظهر عليه علامات الجفاف (عيناه غائرتان، جفاف بالفم واللسان، يقل إدرار البول والدموع، ينخفض النافوخ (الجزء الطري أعلى الرأس) عن مستواه وقد يحدث تغير في درجة الوعي والإدراك.
- في هذه الحالة تمنع تماماً الألبان الصناعية والوجبات الخارجية لمدة 24 ساعة أما في حالة الرضاعة الطبيعية فمن المفضل أن يقل معدل وزمن الرضاعة وذلك لاعطاء المعدة والأمعاء فترة راحة من وظيفة هضم وامتصاص الطعام وعلى الفور يعطى محلول معالجة الجفاف oral rehydration solution عن طريق الفم ويفضل أن يعطى بالملعقة كل 5 دقائق رضعات صغيرة تزيد عن 30 سم كل 15 دقيقة أي حوالي 200 سم خلال الساعتين.
- إعطاء كميات قليلة من الماء الصافي 30 سم كل ربع ساعة حتى إعطاء 100 سم على مدار ساعة.
- أي انه بالتناوب 200 سم3 ماء وذلك لا عطاء الطفل حاجته الملحة من الماء والأملاح.
- وتحدد درجة العطش عند الطفل في الغالب كمية السوائل التي يحتاجها وتكون حوالي لتر كل 24 ساعة للطفل عند 6 شهور و1.5 لتر كل 24 ساعة للطفل من 6 شهور الى 1 سنة.
- ولابد من استشارة الطبيب في الحالات التي قد تستدعي علاج الطفل بالمستشفى وذلك في حالة:
- إذا كان القيء مستمرا بصورة ملحوظة وذلك يسرع من حالات الجفاف لعدم القدرة على ارواء الطفل من الفم.
- هبوط الدورة الدموية وحالة الغيبوبة أوشبه الغيبوبة مع عدم قدرة الطفل على شرب السوائل بالفم.
- انتفاخ البطن واحتمال حدوث شلل بالأمعاء.
- حدوث تشنجات عصبية وذلك للخلل الحاد بنسبة الأملاح بالجسم الذي يحدثه القيء والإسهال.
- إذا كان عمر الطفل صغيرا جدا (أقل من أربعة شهور حيث ان النزلة المعوية قد تكون صورة من صور تسمم الدم Septicemia.
- يقوم الطبيب بتقييم الحالة وأجراء بعض الفحوصات التي تساعد التشخيص وتحديد مكونات المحاليل التي تستخدم في العلاج.
- تحليل نسب الأملاح في الدم.
- تحليل براز (عادي) و(مزرعة وحساسية) لمعرف نوع الميكروب المسبب أن أمكن (حيث ان الميكروب المسبب يكون مثيرا وسببا في غالب الأحيان ولا يظهر بالتحاليل التقليدية)
- يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أدوية الإسهال والقيء حيث ان بعض الأدوية القابضة تقلل من حركة الأمعاء وتؤدي إلى تجميع التوكسينات داخل أمعاء الطفل وتضر به ضررا بالغا.
- أدوية القيء معظمها له تأثير مخدر ويؤثر على درجة الانتباه وإقبال الطفل على تناول الماء والمحاليل.
- وقد يعقب بعض حالات الإسهال الشديدة اضطراب في امتصاص الألبان Lactose intolerance ويلزم إعطاء الطفل حليبا خاصا خاليا من اللاكتوز لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع ثم العودة تدريجيا لطبيعة الطفل الغذائية ونوع الحليب قبل الإصابة بالنزلة المعوية ومما لا شك فيه أن العناية الفائقة بمياه الشرب والاهتمام بسلامة الطعام وحسن تحضيره شرط لسلامة وصحة أطفالنا وان الوقاية هي العامل الأهم في الحد من انتشار هذا المرض بين أطفالنا.
د. خالد كمال محمد
استشاري أطفال وحديثي الولادة زميل الكلية الملكية لطب الأطفال |