سأسطر مواقف مهمة في تاريخي الوظيفي بعض هذه المواقف انعكس عليّ بالإحباط، وعدم الثقة بالنفس لدرجة أنني أحياناً لا أشعر بوجودي في المجتمع، ومرد ذلك أعزوه إلى القسوة التي لاقيتها في طفولتي إذ حرمت الأم وهاجرت عن الأم في طلب العلم وخضوعاً لظروف الحاجة توظفت في صغري وعمري لا يتجاوز 14 سنة لمعارضة بعض الأقارب (للبسي البنطلون) من أجل التوظيف والتعلم لدى شركة أرامكو لمرافقة ابن عم لي كان الأول في الثانوية العامة، والسبب الآخر هو عدم وجود مدارس متوسطة ليلية آنذاك، وبمجاهدة النفس استطعت دخول المدرسة اليلية (ثانوية اليمامة) لنظام ثلاث سنوات في سنة واحدة وكان هذا النظام معمولاً به، بحيث تأخذ مقرر الكفاءة في 3 سنوات في سنة لكنني أخفقت في الامتحان وعدت أدرس دراسة سنة بسنة حتى استطعت من نيل الثانوية من ثانوية الجزيرة ليلاً.
والشيء الذي آسى عليه هو عدم تحيني للفرص الوظيفية وعدم مجاملتي أو عاطفتي في عملي، فقد قمت في سابق الأزمان وكنت مسؤولاً في شؤون الموظفين عن بعض إجراءات الامارات المستقلة، وكانت مسؤوليتي تنحصر فيما يتعلق بالامارة من إجراءات بدءاً بتحضير الميزانية وتعيين الأخوياء وصرف وتدقيق المسيرات وقطع أو أمر صرف وتعميد الشؤون المالية بالصرف بعد التدقيق، وذات مرة لاحظت أن وكيل الاماراة قد وقع عن أخيه الأمير، فطلبت من المندوب إرفاق الوكالة وأشعرني بعدم وجود وكالة فما كان مني إلا أن اعملت النظام وذلك بتنزيل راتب الأمير لعدم إرفاق وكالة لأخيه تتيح له التوقيع.
الحظ العاثر:
ذات مرة طُلب إلى مدير شؤون الموظفين تعزيز مكتب سمو الوزير بموظفين ممتازين فأختار مجموعة من الزملاء منهم محدثكم. وعندما وصلنا هناك أشعرني المسؤول بأن عملي ينحصر في تلخيص المعاريض. إلا أنني استصغرت هذا العمل كيف لا وأنا أمارس في شؤون الموظفين عملاً منوعاً بما فيه المالي وأنظم القرارات المهمة بحقوق الموظفين بدءاً من التعيين حتى الانتهاء من الخدمة إلى جانب إلمامي بكثير من النواحي الأخرى المتعلقة بنظام التأديب والمشاكل القبلية بحكم عملي أحياناً في قسم البادية. ولتعاسة حظي فإن زملائي الذين مكثوا في مكتب سموه من شؤون الموظفين وصلوا للمراتب (15 - 14) بيد أنني تقاعدت على م - 11 مع ملاحظة أنني تجمدت في المرتبة العاشرة عشر سنوات وفي الديوان العام للخدمة المدنية بالذات؟!
|