Tuesday 31th August,200411660العددالثلاثاء 15 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

خلاف في هولندا لإعادة الجداول المائية ل(بندقية الشمال) خلاف في هولندا لإعادة الجداول المائية ل(بندقية الشمال)

* أمستردام - رويترز:
انقسمت العاصمة الهولندية أمستردام التي يطلق عليها اسم (بندقية الشمال) حول خطة لإعادة فتح قنوات مائية ردمت منذ أكثر من مئة عام. ويريد مجلس المدينة القيام بعمليات حفر في قلب ساحات لانتظار السيارات وميادين وملاعب لكن بعض السكان يعارضون التخلي عن الأراضي الغالية الثمن لإفساح الطريق أمام المزيد من المسطحات المائية.
وسارع العديد من سكان أمستردام البالغ عددهم 720 ألفا بوضع لافتات على نوافذ منازلهم يوضحون فيها موقفهم سواء مع أو ضد الخطة.
لكن المشاعر احتدمت لدرجة أن بعض مؤيدي خطة شق القنوات نزعوا اللافتات عن نوافذهم خوفاً من ردود انتقامية. وتلقى أحدهم بالفعل تهديداً بالقتل.
وتجتذب أمستردام المحاطة بحزام من القنوات يبلغ عددها 165 قناة يقطعها 1200 جسر أكثر من ستة ملايين سائح سنويا. وأصبحت القنوات التي تكتظ بالرحلات المائية السياحية في فصل الصيف من أهم ما يجذب السياح. ويقول مؤيدو خطة إعادة شق القنوات التي ردمت لإقامة طرق تستخدمها عربات تجرها الخيول ولتغطية ممرات مائية تحولت لمصارف: إن المزيد من الممرات المائية سيجعل المدينة أجمل. ولكن المعارضين يخشون من المضايقات التي ستسببها سنوات من الأعمال الإنشائية في المواقع وأثر ذلك على الأعمال. وقال أرندت اوهيجين الذي يقيم فوق ممر مائي تم ردمه: (القناة سيكون شكلها أفضل لكني أخشى من أن أفقد الأشجار... كما أنني أعارض الخطة لأن أسس منزلنا ستتضرر.) والسفن ذات السقف الزجاجي المكتظة بالسياح الذين ينفقون العملة الصعبة المطلوبة بشدة لاقتصاد هولندا مظهر شائع في القنوات التي حفرت في بادئ الأمر في القرن الحادي عشر كوسيلة دفاع ضد الغزاة. وفي أوقات لاحقة استخدمت القنوات لنقل البضائع الثقيلة وحتى اليوم تستخدم شركة (دي. اتش. ال) للخدمة البريدية السريعة القنوات لتجنب الاختناقات المرورية المزمنة في شوارع وسط أمستردام.
وإلى جانب جمال الممرات المائية التي تحفها الأشجار من الجانبين يشير بعض السكان إلى المزايا المالية للمنازل التي ستطل على القنوات.
فأسعار المنازل المطلة على القنوات في أمستردام تزيد بنسبة ما بين 10 و15 بالمئة عن أسعار المنازل المطلة على الشوارع التي لا تتمتع بمنظر الماء الخلاب ولا يوجد بها مكان لوقوف القارب.
وتبنى مثل هذه المنازل بنوافذ واسعة مطلة على القنوات التي تعكس لون السماء نهاراً وإضاءة الجسور ونور القمر ليلا.
ويقول ليكي ميلكيرت من رابطة أصدقاء وسط مدينة أمسترام: (من الذي يفضل أن يطل على ساحة انتظار سيارات بدلاً من قناة إبقاؤها مغلقة لا معنى له... المسألة فقط أن الناس تخشى التغيير).
وطرح مجلس المدينة خطة إعادة فتح القنوات لأول مرة في أواخر التسعينات. وفي عام 2002 شن الائتلاف الحاكم حملة ترويج للخطة التي قُوبلت بمعارضة ملموسة.
ويبدو أن حشد تأييد كافٍ للمشروع صعب رغم خطط لاستبدال ساحة انتظار سيارات ستلغى لصالح شق القنوات بأخرى تحت الأرض.
وقطاع الأعمال الذي تضرر من تباطؤ اقتصادي غير مقتنع أيضا بأن التعويضات التي ستدفع أثناء فترة الأعمال الإنشائية ستعوض بالفعل خسائره الناتجة عنها.
وقال ارت يان هولسيما عضو المجلس المحلي عن حزب الأحرار: إن هناك حاجة لتأييد شعبي واسع النطاق لإعادة فتح القنوات الذي سيحتاج لتمويل من القطاع الخاص.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved