الغثاء الثقافي والفكري في هذا العصر كثير، والتخبط في عوالم الكلمة غير المسؤولة كبير، والكتاب الذين لا يراقبون الله، ولا ينظرون إلى موازين القيم والأخلاق، ولا يتورعون عن كتابة عبارات الإلحاد والانحراف كثيرون، لا يجدون رادعاً، ولا يصطدمون بحواجز المحاسبة والعقاب، ولا يعدمون المشجع والمناصر تحت شعار الحرية الثقافية المطلقة الذي رفعه ابليس منذ أن أبى ان يسجد لأبينا آدم بأمر ربه إلى زمان الغفلة في هذا العصر الذي تصطدم فيه الفطرة السليمة بكل ساقط من قول أو رأي أو عمل.
كتَّاب تزدحم بهم المطبوعات في أنحاء المعمورة، هذا يصور مخادع المومسات، وذلك يرسم صوراً لما يستقبح من العورات، والآخر يشتم الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، ويخص خاتمهم وافضلهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بالقبيح مما يقول والسيئ مما يسطر قلمه القبيح، وغيره يتحدث عن الله عز وجل وتقدست اسماؤه كما يتحدث عن إنسان غير ذي قيمة في عالم البشر، وسواه ينال من الأديان ويتهم دين الإسلام بالتخلف واهله بالعنصرية والارهاب، وسوى هؤلاء كتاب آخرون اعمتهم الرغبة في الشهرة والانتشار فأخذوا يشبهون أنفسهم ببعض مشاهير الأدباء والمفكرين الذين انحرفوا عن الطريق المستقيم، فعرفهم الناس بباطلهم وضلالهم ومكابرتهم، كما عرفوا الشيطان بعصيانه ومكابرته وشذوذه عن الطريق المستقيم.
كتاب الغفلة في هذا العصر كثيرون تعرفهم بالتواء عباراتهم، وانحراف كلماتهم، وسوء اشاراتهم، وضعف استيعابهم لمعنى العبودية الحقة لله عز وجل التي ترفع مقام صاحبها، وترقى بفكره، وتنزه قلبه، وتزكي روحه.
كتاب الغفلة يربون أنفسهم على التمرد على كل قيمة ثابتة سليمة، وعلى كل خلق فاضل نبيل، ويبنون ثقافتهم على مظاهر الحياة الدنيا وقشورها، وهم عن العلم الأسمى والأرقى، علم الحق والحقيقة واللباب، علم الكون بما فيه على ضوء السنة والكتاب، هم عن هذا العلم غافلون، وعن طريقه منحرفون.
تجد احدهم يتفاخر بمعرفة تفاصيل حياة ماركس ولينين، وبلزاك، وهوجو، وملتون وغيرهم من كتاب الغفلة البشرية، مع انه لا يعرف او لا يكاد يعرف شيئاً ذا بال عن حياة الانبياء والمرسلين عليهم السلام، والمفكرين الصالحين والرجال المصلحين.
كتاب الغفلة، مرض في جسد الأمة اسأل الله عز وجل ان يعافي جسد امتنا من آثاره السيئة.
اشارة:
قرآننا يسمو بنا
ان نستكين ونرقدا
فتح الطريق ولم يدع
للعلم باباً موصدا |
|