Tuesday 31th August,200411660العددالثلاثاء 15 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
عبثيَّة الخطف في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

العبثية.. وحدها الكلمة التي تترجم ما يجري في العراق..
عمليات الخطف التي تحصل يومياً على الأراضي العراقية لا يوجد تفسير لها سوى العبثيَّة.. والتخريب المقصود.. والتآمر على مستقبل هذا القطر الذي أرادوه مختبراً لتجريب كل خطط التدمير الذاتي لقوى الأمّة.
ومع أنّ عملية الخطف عملية ممقوتة ومرفوضة مهما كانت الأسباب والمبررات، إلاّ أنّ خطف مواطنين توجد قوات لبلدانهم ضمن قوات الاحتلال في العراق، يوضح أسباب الخطف.
وأنْ يُخطف سائقو السيارات التي تنقل المعدات والإعاشة وغيرها مما تحتاجه قوات الاحتلال، هذا أيضاً يجعل المرء يفهم دوافع الخاطفين رغم الرفض المطلق لهذا العمل المقيت.
ولكن أنْ يُخطف صحفي حضر للعراق ليوضح للعالم ويشهد على حقيقة الوضع هناك وظروف الحياة الصعبة التي يواجهها الشعب العراقي، وأنْ يكون هذا الصحفي من بلاد وقفت ضد الحرب، وتمتاز سياستها تجاه العرب والمسلمين عموماً بمواقف أقلّ ما يقال عنها إنّها متوازنة ومحايدة، وغير معادية كقوى دولية أخرى، فهذا العمل ليس عبثيَّاً وغير مفهوم، بل هو عمل تخريبي ضد أصدقاء العراق وضد الدول المتعاطفة مع القضايا العربية.
قبل أيام ذُبح صحفي إيطالي بأسلوب وحشي وهمجي، ومنذ عشرة أيام خُطف صحفيان فرنسيان، والأسباب، كما أعلن الخاطفون ممن يطلقون على أنفسهم بهتاناً اسم (الجيش السري الإسلامي)، الطلب من فرنسا إلغاء قانون منع ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية.. !!
سبحان الله.. لم يبق إلاّ الحجاب، ونسوا أنّ فرنسا هي التي احتضنت المسلمين الفارين من قسوة الحياة المعيشية في بلدانهم وظلم حكامهم، ومنحتهم الحرية والمساواة والعدالة والمواطَنة.
أيُّ عبث وأيُّ همجيَّة استهداف مواطن فرنسي، وخطفه والتهديد بقتله لغرض تغيير دستور بلد أقرَّه أغلب الشعب من خلال ممثليه المنتخبين ديمقراطياً؟!.
نختلف مع المادة الدستورية التي تمنع ارتداء الحجاب في المدارس، مثلما يختلف الفرنسيون مع كثير من ثوابتنا الدينية والأخلاقية والاجتماعية، ولكن ليس من حقنا أن نفرض عليهم تغيير قناعاتهم وخياراتهم، ولا نقبل منهم أو غيرهم أن يفرضوا علينا تغيير ثوابتنا وقناعاتنا وقوانيننا. أمّا أن يُخطف الأبرياء وخصوصا الصحفيين الذين جاؤوا للعراق لنقل معاناته للعالم، فهذا إجرام ضد الشعب العراقي قبل أن يكون ضد الشعب الفرنسي، ولا يوقف هذا الإجرام إلاّ المسارعة في إطلاق سراح هذين الصحفييْن مع الاعتذار للإنسانية جمعاء ضد هذه الجريمة الخرقاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved