* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
في ذات اليوم الذي رجحت فيه مصادر فلسطينية احتمالية أن يصل اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة المصرية، الأربعاء المقبل، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للقاء الرئيس ياسر عرفات، لوضعه في صورة الاتصالات التي أجرتها مصر مع الأطراف الدولية في محاولة للخروج من الأزمة الحالية، إضافة إلى اللقاءات التي عقدت في مصر مع قادة عدد من الفصائل الفلسطينية لا سيما حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، حيث من المنتظر أن تستضيف مصر لقاءً للفصائل في شهر أيلول المقبل، وأن رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع سيغادر الأراضي الفلسطينية متوجها إلى القاهرة ليلتقي الرئيس المصري حسني مبارك وعددا من المسئولين المصريين.. في ذات اليوم نقلت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر يوم (الأحد)، الموافق، 29 - 8 - 2004 عن مصادر في الجهاز الأمني الإسرائيلي اعتقادها بأن مصر باتت تبدي برودا واضحاً إزاء استعدادها للمساعدة على تنفيذ خطة فك الارتباط أحادية الجانب، التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، الداعية إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، المتاخم للحدود المصرية، وبعض مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى تكرار تأجيل لقاءات كانت مقررة بين شخصيات إسرائيلية ومصرية رفيعة المستوى، خلال الأسابيع الأخيرة.
وادعى مصدر أمني إسرائيلي في حديث أدلى به للصحيفة، تنقله الجزيرة أن التعامل المصري مع خطة فك الارتباط يشهد تحولاً، مضيفا أن الأمر ينعكس في تخفيف وتيرة الاتصالات مع إسرائيل في كل ما يتعلق بمنع (تهريب الأسلحة) عبر الحدود الفلسطينية المصرية (مسار فيلادلفي) في مدينة رفح، وكذلك في رفض مصر التداول مع إسرائيل في مسألة توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي تُعتبر خطوة حيوية لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة، بعد الانسحاب الإسرائيلي المزمع تنفيذه أواخر عام 2005.
وأشارت الصحيفة إلى قرار مصر تخفيض مستوى الاتصالات بينها وبين إسرائيل، حيث تم استبدال وزير المخابرات المصرية، الجنرال عمر سليمان، الذي أجرى الاتصالات السابقة مع إسرائيل، بموظفين في جهاز الاستخبارات العسكرية المصرية.
وحسب المصدر الإسرائيلي يمكن لهذه الخطوة أن تعيق التوصل إلى اتفاق مع القاهرة حول انتشار قوة (أكثر مهنية) على طول الحدود، بهدف (منع تهريب الأسلحة) للفلسطينيين.
وتقول الصحيفة: إن أحد الانطباعات التي تسود الجهاز الأمني الإسرائيلي هو أن مصر قررت تغيير تعاملها مع خطة فك الارتباط؛ بسبب مراوحة الخطة لمكانها، والمصاعب السياسية التي يواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية، اريئيل شارون.
وقال المصدر: إن مصر تتخوف من الظهور كمن تملك مصلحة اكبر من الأطراف ذات الصلة (الإسرائيليين والفلسطينيين)، بدفع خطة شارون أحادية الجانب.
|