سئل أحد العلماء عن خير المكاسب فأجاب قائلاً: خير مكاسب الدنيا طلب الحلال لزوال الحاجة، والأخذ منه للقوة على العبادة، وتقديم فضله لزاده يوم القيامة. وأما خير مكاسب الآخرة فعلم معمول به نشرته، وعمل صالح قدمته، وسنة حسنة أحييتها.
قيل وما شر المكاسب؟ قال شر مكاسب الدنيا حرام جمعته وفي المعاصي أنفقته ولمن لا يطيع ربه خلفته. وشر مكاسب الآخرة حق أنكرته حسداً، ومعصية قدمتها إصراراً، وسنة سيئة أحييتها عدواناً.
المرء بطبيعته سيكاسب شيئا بعمله، فاما خيرا واما شرا.. والقليل منا هو الذي يوفق للاكثار من عمل الخير والاقلال من عمل الشر..
ولا سيما في هذا الزمن الذي انشغل الناس فيه جميعا، ودار بهم دولاب الحياة يعملون ويهبطون ويغترفون من ماء يمر به هذا الدولاب.. ومن الصعب جدا التعرف على نوعية الماء وتحليله وادراك كنهه، بل ان حياتنا اليوم وطريقة عيشنا ونظرتنا للحياة.. كل ذلك يحول دون التفريق بين الغث والسمين، والنافع والضار، وقد استوى في ذلك كل الناس إلا من عصم الله، فكلنا يحتال لجمع المال بشتى الطرق، ولا يسأل نفسه كيف ولماذا وإلى متى؟
وكلنا يفضل وينشغل بالدنيا عن الآخرة، وقد قل العلم النافع والعمل الصالح ونسي كثير من السنة.. واختلط الحابل بالنابل واختلفت مقاييس الحياة وطرق الحكم عليها، وانقلب المعروف منكرا و المنكر معروفاً! ولسنا نورد ذلك تشاؤماً ويأساً، ولكنا نوضحه تنشيطا للعقول وتحريكاً للهمم ودعوة إلى تفكير جاد ينظم العمل ويضمن النتيجة..
والله الهادي إلى سواء السبيل.
|