طب الأسنان والداء السكري
د. فراس محمود الحلبي ( * )

يعتبر الداء السكري في الوقت الحاضر من أمراض الحضارة الحديثة والضارة بعد احتشاء العضلة القلبية والسرطان.
والآفات الفموية الملاحظة في المريض المصاب بالداء السكري لا تختلف عن المرضى غير المصابين به، ولكن هناك زيادة في نسبة حدوث هذه الآفات وشدتها عند المرضى السكريين، لذلك قد يتم تشخيص الداء السكري لدى المريض أحياناً من قِبل طبيب الأسنان لدى مشاهدته بعض الإصابات الفموية التالية لدى المريض السكري:
1- داء الأنسجة ما حول السن.
2- السلاق thrush
وهو شائع لدى المصابين بالداء السكري ويتظاهر فموياً بسبب الضبط السيئ للداء السكري وزيادة سكر اللعاب وجفاف الفم.
3- زيادة نسبة حدوث السنخر السني وذلك بسبب زيادة سكر اللعاب ونقص سيلان اللعاب والضبط السيئ لسكر الدم وزيادة الوجبات الصغيرة بين الوجبات الرئيسية.
4- جفاف الفم: وينجم عن الجفاف العام بسبب اعتلال الأوعية الدموية والأعصاب المرافقة لها.
5- اعتلال أعصاب الفم التي تظهر من خلال حس الحرقة في الفم واللسان مع حذر ونمل وألم مع تغيير في حس التذوق ورخاوة في اللسان أحياناً.
6- ضخامة الغدد اللعابية مما يؤدي لزيادة لزوجة اللعاب وزيادة مستوى الغلوكوز في اللعاب.
7- التهاب اللسان واللسان الجغرافي وهما شائعان لدى مرضى السكري.
إن معظم المرضى المصابين بالداء السكري الذين يراجعون طبيب الأسنان يحتاجون عادة إلى علاجات بسيطة تحت التخدير الموضعي ولكن يجب أولاً ضبط نسبة السكر في الدم بشكل جيد قبل بدء العلاج من خلال تعديل الجرعات الدوائية ومواعيد حقن الانسولين والحبوب والوجبات الغذائية وذلك باستشارة طبيب الغدد الصم المشرف على المريض السكري وأيضاً من خلال التغطية الدوائية بالمضادات الحيوية المناسبة.
ويفضل أن تكون المعالجة السنية لدى مرضى السكري صباحية بعد ساعة ونصف الساعة من حقنة الانسولين وطعام الفطور، وأن تكون الجراحة السنية في الصباح كي يتسنى مراقبة سكر الدم خلال النهار.
هناك بعض الاختلاطات الشائعة التي تحدث بعد المعالجات السنية والفموية لمريض السكري كالنزف غير العادي والبطء في اندمال الجروح وحدوث الانتان.
وأخيراً فإن الوقاية خير من العلاج، فلذلك يجب التركيز على الضبط الجيد لسكر الدم دائماً لمنع حدوث الاختلاطات السكرية التالية للمعالجات السنية من خلال الالتزام بتعليمات طبيب الغدد الصم المشرف وتعليمات طبيب الاسنان المعالج والالتزام بالنظام الغذائي الجدي والعناية الجيدة بصحة الفم والأسنان والمعالجة المبكرة من خلال زيارة عيادة طبيب الاسنان بشكل دوري ومستمر.