نقرأ ونسمع الكثير من الرؤى والأفكار والتحليلات التي تناقش مختلف الهموم والقضايا، وهي في الغالب معبرة ومنطقية في أهدافها ومضامينها ومفرداتها.. لكنها تفتقد للمنهجية العلمية والشمولية وتركز على الرأي الانطباعي الخالي من أدوات الاقناع لذلك تأتي ناقصة وغير مؤثرة.
بمعنى أنك لا تستطيع مناقشة قضية (الواسطة) بإلمام تام ونتيجة صحيحة دون أن تتعرف على السبب الحقيقي لاستخدامها واللجوء إليها من المستفيدين منها والمضطرين للتعامل معها، ولن يكون الكلام عن مخرجات التعليم مجديا دون الغوص في أعماق الطالب واحترام عقليته وطموحاته والانصات جيداً لمتطلباته ومشكلاته.. ولا يمكن الحديث عن العزوف وخلو مدرجات الملاعب كظاهرة تستدعي الدراسة دون التحاور مباشرة والتفاهم أولا مع الأطراف المعنية والمستهدفة وهي الجماهير، ومن الصعب اكتشاف سر الاخفاق في بطولة ما دون معرفة موقف اللاعبين ووجهة نظرهم والظروف التي مروا بها.
معظم الآراء والدراسات وحتى القرارات دائما ما تصدر بمعزل عن الشرائح المستهدفة وصاحبة الشأن في هذا الموضوع أو ذاك، كلها تتكلم بالنيابة عن هواجس وتطلعات ومشاعر بعيدة ومغيبة عن ايضاح ما تريده وتفهمه وتؤمن به..!!
كفاية حكي !
لا أحد ينكر أو يتجاهل أن الرياضة السعودية أندية ومنتخبات في سائر الألعاب والمسابقات والقطاعات لم تعد تتمتع بنفس الصيت والشهرة والهيبة، واصبحت اليوم تمر بأزمة حقيقية خانقة ومرحلة صعبة ومعقدة للغاية.. الأمر الذي يتجدد ويتأكد تباعاً من خلال البطولات والمناسبات الرياضية الأخيرة بصورة مزعجة ومقلقة للمسؤولين ولنا كجماهير ومهتمين وبالذات فيما يخص المخاطر المترتبة على ذلك مستقبلا.. لكن يبقى السؤال الأهم وهو: هل نكتفي بالتنديد والشجب والاستنكار وبث المزيد من الانفعالات الصوتية أم لا بد من اتخاذ خطوات عملية جادة وسريعة لا تحتمل الانتظار والتنصل من المسؤوليات..؟!
وبدلا من حالة الفوضى في طرح الأفكار وتسويق القناعات وتحديد مكامن الاخطاء مثلما نقرأ هذه الأيام، وكي لا تضيع الجهود وتختلط الأوراق، اقترح ان يقام مؤتمر يضم المعنيين في الاتحادات الرياضية وكافة المتخصصين في المجال الرياضي من إداريين ومدربين وإعلاميين الى جانب المسؤولين الرياضيين في الجامعات ووزارة التربية والتعليم، وعلى ضوء هذا المؤتمر لا اقول ان جميع مشاكلنا الرياضية ستأخذ طريقها للحل السريع ولكن على الاقل نبدأ بمعرفة ماذا حدث وما هو مفترض ان يكون..؟!
لا تطير في العجة !
كنت - كما الكثيرون - فرحاً وسعيداً باختيار الزميل الدكتور حافظ المدلج لعضوية اتحاد الكرة، لاعتبارات تتعلق بتأهيله وامكاناته وقدراته على المساهمة في رفع مستوى كرة القدم السعودية، ولانه في الاصل وقبل عضوية الاتحاد كان كاتبا رياضيا بارزا لديه فكر مستنير واطروحات صحافية رائعة تشخص واقعنا الكروي والرياضي عموما بقدر كبير من الجرأة والصراحة والوضوح، لكنه فجأة وبعد منصبه الجديد تغيرت حروفه وأفكاره وتلعثمت لهجته ولم يكتفِ بالصمت على ما يجري وإنما راح يعترض بشدة على بعض الانتقادات ويبحث عن اعذار وتبريرات لا تليق بمكانته وعقليته، ولا تعطي تفسيراً مقبولا يمكن الاقتناع به.. وشخصيا كنت التمس له العذر بحكم حرج وحساسية موقعه، لكن حينما تصل الأمور الى حد ترويج الاوهام على حساب الحقائق فهنا لكلام الدكتور مردود عكسي وشأن آخر لا يجوز السكوت عنه!!.
يقول في مقالته الأخيرة عن اخفاقنا في أولمبياد أثينا ان المال القليل هو السبب الرئيس فيما حل بالرياضة السعودية، وان وزارة المالية لا تزال ترى ان الرياضة لا تستحق الانفاق عليها بسخاء، ويؤكد على انه بدون الاموال الكافية لن تتقدم الرياضة السعودية ولن نحقق الذهب الذي نحلم به..!!
الكارثة هنا لا تكمن في عدم دقة حديثه عن كمية ما ينفق من أموال طائلة على البعثات والوفود والمعسكرات والتعاقدات والاجتماعات والتي يدركها ويطلع عليها الدكتور حافظ أكثر من غيره، ولا في تجاهله لمنجزات دول عديدة لا تملك القليل مما نملكه من أموال بعضها مصنف تحت خط الفقر.. وإنما فيما يمثله رأيه هذا من تجسيد لطريقة تفكير خاطئة وغير موضوعية نخشى أن يؤخذ بها ويتم تداولها لتبرير فشل الاتحادات!!.
يا دكتور حافظ انت تعلم ان العبرة ليست بالكمية وإنما بالكيفية التي تنفق فيها الاموال، وكل ما نتمناه الا تردد الاتحادات نفس اسطوانة الاندية فتجعل المال مطية للهروب من واقعها وتمرير اخطائها الى حيث المزيد من الانهيار خصوصا في هذه المرحلة الحرجة لدرجة الغليان وحد الانفجار!!.
غرغرة
* اختيار فهد المصيبيح مديراً للمنتخب الأول خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، نتمنى ان تتبعها خطوات تصحيحية أخرى مماثلة.
* درجة الحرارة العالية أثرت على أداء الفرسان السعوديين في أثينا، يعني خلصت كل الأعذار وما بقي الا هذه..؟!
* نقل التلفزيون السعودي مباراة الهلال والطائي فضائيا وحجبها أرضيا.. واحدة من التقليعات الجهنمية..!!
* خالد مسعد وحسن خليفة وعماد با سالم وعبدالهادي حداد.. نجوم منتخب المملكة في البطولة العربية لكرة القدم الشاطئية.. ما الحكاية؟!.
|