قرأت بصفحة الرأي بعدد الجزيرة 11642 في 27-6- 1425هـ مقالة مميزة بعنوان: (هبوا يا خطباء المساجد).. أوضح فيها أن للمسجد الدور الأهم في تعميم الفكر الإسلامي وفي جمع المسلمين على رأي واحد، بالإضافة إلى أثر المسجد في تحقيق الالتزام الديني وأداء فريضة الصلاة والدور المطلوب من أئمة المساجد وخطبائها.
وتأتي أهمية لقاء ولي العهد بعدد منهم في لفتة من سموه ذكَّر الجميع فيها سموه بما هو مطلوب منهم لأنهم يعتلون المنابر لوعظ وتوجيه الناس مما يزيد المسؤولية تجاههم، فهم القدوة الحسنة.
والضرورة التي تجعل مواعظهم تصل إلى الناس بوضوح إن المدارس دور علم والمساجد دور عبادة وعلم، إن دور العلماء والدعاة تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم وتنبيههم إلى الأخطار المحدقة بهم وتحذيرهم منها.. لقد أجادت ناهد بنت أنور التادفي عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال وطرحت موضوعاً غاية في الأهمية، وإن كان لي من إضافة فإنني أؤكد على أهمية المساجد مما يتطلب متابعتها وتكثيف الرقابة عليها.. ووضع مراقبين متفرغين على قدر من المسؤولية وتفعيل إدارات المساجد في عموم المملكة.. فليست المكاتب صناديق لتسليم المكافأة للمؤذنين والأئمة والمستخدمين، وينتهي الدور لأن بالمشاهدة نلاحظ تأخر بعض من الأئمة عن ضبط مواعيد الإقامة وتأخير المصلين بطول الانتظار، كما نلاحظ أن بعض المساجد ما زالت تعتمد على المؤذن والإمام غير السعودي وقد تستعين بعامل النظافة في ذلك أو غيره من العاملين وبمرأى ومسمع من موظفي مكاتب المساجد في المدن والقرى ولكن يغض الطرف عنهم، كذلك نجد الصيانة وأعمال النظافة بلا متابعة.. ولقد أعجبني مدير مساجد الباحة من خلال متابعته وتطبيقه التعليمات بعدم السماح لأي شخص من إلقاء المواعظ بعد الصلوات، لأنه يأتي من هو قاصر في العلم ليعطي السامعين ما يشوش ما لديهم من معلومات ولأن المحاضرات لها جهات معينة تعرف من يصلح وتعرف من لا يصلح للموعظة، ولقد أدت مكاتب الدعوة والإرشاد الدور المطلوب فلسنا بحاجة للمجتهدين الذي يقصرهم الشيء الكثير من شروط الوعظ والإرشاد.
إنه بالرغم من وجود 500 مسجد في الباحة إلا أن اهتمام هذا المدير النشط قضى على السلبيات.. لذا لابد أن نقول للمحسن أحسنت وللمتهاون أسأت.. إن تغيب الأئمة تفشى كثيراً حيث تركوا مساجدهم لمن هبّ ودبّ، والنظام أن الإمام الذي يتغيب عن المسجد 15 يوماً يتم فوراً طي قيده.. فما ذنب المصلين الذين يذهب إمامهم للمصياف قرابة الشهر.. لقد تم فصل 40 إماماً في الباحة لعدم التزامهم، وتناقلت الأخبار عنهم عبر الصحف، نرجو أن يكون ذلك عبرة.. ونرجو من مديري المكاتب الحرص على إبراء الذمة.. ثم ما دور اللجان الشرعية التي شكلت مؤخراً.. لم نجنِ أي ثمار حتى الآن، ثم إنه من العجب أن نرى أن أعضاء اللجنة من الأئمة والخطباء، لماذا لا يكونون من طلاب العلم والعلماء المحايدين.. كيف يمكن للعضو أن يوفق بين أدائه لهذا العمل وإمامة مسجده.. فإذا كنا نريده أن يقوم بجولة على المساجد مع بقية أعضاء اللجنة.. يصبح مسجده بلا إمام ثم كيف يكتب عن الأئمة وهو إمام مثلهم.
لذا يجب أن يتنبه إلى ذلك وتعالج مشكلة اللجان الشرعية القائمة.. فالقصور يزداد في بعض المواقع، ومن هذا المنبر أطالب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتفعيل دور فروعها ومكاتبها ودعمهم بالكوادر المؤهلة ودعم صناديقها لكي تعالج الصيانة ومتطلبات المساجد ودورات المياه كما يجب أن يعاد النظر في اللجان الشرعية بوضع أعضائها محايدين ليسوا من منسوبي المساجد حتى نحقق الهدف المرجو والغاية المطلوبة.
إن متابعة المساجد ضرورة ملحة سواء في احتياجاتها أو في تطبيق ضوابطها ومتابعة المؤذنين والأئمة وتوجيههم، خاصة ونحن على أبواب رمضان المبارك الذي يرحل الكثير منهم للحرم الشريف تاركين مسجدهم للمجتهدين أو لأبنائهم غير المؤهلين.
في الختام نقدر ل(الجزيرة) فتح باب الحوار، وما أنا إلا مذكر لأن الذكرى تنفع المؤمنين.. وبالله التوفيق.
حمد بن عبدالله بن خنين/الدلم | 
"عزيزتـي الجزيرة"