سعادة الدكتور حسن بن فهد الهويمل، سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطَّلعنا على مقالكم المنشور في العدد رقم 11646 من صحيفة (الجزيرة) الصادر يوم الثلاثاء 1- 7-1425هـ بعنوان (وما السياحة إلا ما علمتم وذقتموا)، الذي تطرقتم فيه إلى بعض إشكاليات السياحة الداخلية، وقارنتم بينها وبين السياحة الخارجية في بعض الدول العربية والإسلامية. ونحن إذ نشكركم على اهتمامكم نودُّ إيضاح ما يلي:
أولاً: أشرتم إلى أنه (لا بد من إجراء دراسة ميدانية تمكن الهيئة من تجميع كافة المعلومات عن إمكانات المصايف المنافسة، والعمل على توفيرها). ونود أن نشير إلى أن ذلك كان من أُولى اهتمامات الهيئة التي سَعَتْ منذ وقت مبكر إلى التعرف على واقع صناعة السياحة في المملكة بكافة أبعادها من خلال إجراء عشرات الدراسات الميدانية والمسوح والإحصائيات واللقاءات وورش العمل، بالإضافة إلى إجراء دراسات استطلاعية لأفضل التجارب الدولية في مجال السياحة، وقد تم إجراء كل تلك الدراسات والنشاطات البحثية في إطار مشروع تنمية السياحة الوطنية الذي كانت مرحلته الأولى فترة تشخيصية للمعوقات والمحددات التي تعاني منها صناعة السياحة في المملكة من جهة، واستكشافية لحصر المقومات السياحية التي تمتلكها المملكة من جهة أخرى. وقد خلصت هذه المرحلة إلى وضع (الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية) التي أقرها مجلس الوزراء الموقر، وتستعد الهيئة لتنفيذها حالياً، والتي يؤمل أن تؤدي إلى إحداث نقلة نوعية وشاملة من خلال هيكلة صناعة السياحة جذرياً وتنظيمها.
ثانياً: فيما يتعلق بإشارتكم إلى أن السائح هو المصدر الأدق والأوفى للمعلومة السياحية، ودعوتكم إلى تصميم استمارة استبيان توزع على كل سائح عاد من خارج البلاد أو من داخلها، نفيدكم أن الهيئة انطلاقاً من أهمية توفير المعلومات والبيانات الدقيقة كقاعدة للتطوير والتخطيط السليم، قامت بتأسيس مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)؛ ليعمل على رصد وتوفير المعلومات السياحية وحفظها وتوثيقها، وكذلك إصدار الدراسات والتقارير والإحصاءات السياحية بصورة دقيقة ومنتظمة. ومن المهام الدورية للمركز إجراء مسوح السيَّاح في المناطق، والتي يتم من خلالها توزيع استمارات استبيان على هؤلاء السياح تستهدف جمع كافة المعلومات المتعلقة برحلتهم السياحية، بالإضافة إلى التعرُّف على آرائهم واتجاهاتهم حيال الوجهات السياحية المختلفة في المملكة. كما يجري المركز كذلك مسوحات مماثلة للسياح المغادرين إلى خارج المملكة، والوافدين اليها، وللسياح السعوديين في الدول الأخرى. ويمكن الاطلاع على نتائج العديد من هذه الدراسات والمسوح من خلال موقع المركز على شبكة الإنترنت: www.mas.gov.sa
ثالثاً: بالنسبة لما أشرتم إليه من وجود قصور في الاهتمام ببعض المواقع السياحية في عدد من مناطق المملكة، نفيدكم أن الهيئة قد بدأت بتنفيذ استراتيجيات وخطط تفصيلية للتنمية السياحية لجميع مناطق المملكة، وذلك بالتعاون المباشر مع أجهزة المناطق والجهات الحكومية والقطاع الخاص فيها. وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحديد أولويات التطوير بما يعزِّز فرص نمو السياحة في المنطقة، وكذلك تحديد الهويات السياحية للمناطق وخصائصها التي تتميز بها، بما في ذلك نقاط القوة في الأنشطة والفعاليات، والأسواق السياحية المستهدفة، وبشكل يضمن إعطاء المناطق دوراً أساساً في التنمية السياحية المحلية.
رابعاً: ذكرتم في ثنايا مقالكم أن (ما نجنيه من السائح تلتقطه العمالة الوافدة). وهذه الإشارة السريعة تقودنا إلى قضية بالغة الأهمية بالنسبة للهيئة العليا للسياحة التي تنظر إلى توطين الوظائف السياحية، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين، وتدريبهم وتأهيلهم، باعتبارها إحدى أهم الأولويات التي تتبناها وتعمل على تفعيلها بشكل مستمر بالتنسيق مع الشركاء من الجهات ذات الصلة. ومن هذا المنطلق، بدأ المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية (انظر تفاصيل المشروع على موقع الهيئة الإلكتروني www.mas.gov.sa) بتنفيذ خطوات مهمة فيما يتعلق بتوطين الوظائف السياحية، وتحديد المعايير المهنية للعمل السياحي، والتعليم والتدريب، وخدمة العملاء وغيرها. ولعلنا نشير على سبيل المثال لا الحصر إلى ما قامت به الهيئة مؤخراً من إعداد الخطة التفصيلية لتوطين وظائف وكالات السفر والسياحة التي رُفعت إلى الجهات المختصة لاعتمادها وتنفيذها. كما رعت الهيئة العديد من برامج التدريب المنتهية بالتوظيف من خلال التعاون مع منشآت القطاع السياحي الوطنية، ووقَّعت عدداً من العقود الاستشارية لتصميم وإعداد وعقد دورات تدريبية في مجالات السياحة بمختلف مناطق المملكة، كما تعمل الهيئة كذلك على دعم وتشجيع القطاعات المساندة التي تُسهم في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين؛ مثل قطاع الحرف والصناعات التقليدية. وكلُّ ذلك سيسهم بإذن الله في تعزيز قدرات المواطنين للانخراط في الأعمال والوظائف المتوقع تولُّدها من جراء نمو السياحة الوطنية والطلب على الخدمات المرتبطة بها.
نجدِّد لكم الشكر، وندعوكم إلى زيارة موقع الهيئة على الإنترنت المُشار إليه آنفاً؛ حيث يمكنكم الاطلاع على نتائج الدراسات والمسوح الميدانية التي أجرتها الهيئة، وكذلك على الأنشطة المختلفة التي تقوم بها من أجل خدمة السياحة الداخلية.
كما يسرُّني دعوتكم لزيارتنا في مقر الأمانة العامة للهيئة؛ حيث نقدِّر الاستفادة من آرائكم القيمة في كل وقت.
وتقبلوا تحياتنا..
الأمين العام
سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز |