تمتلئ نبضاتنا حبوراً.. وتنشرح صدورنا سروراً.. عندما نقرأ أو نتدبر المصحف الشريف.. رحلة سمو الروح مع آيات الله المباركة إعجاز بياني.. تصويرات دقيقة.. نظام بديع للأسرة.. وللفطرة البشرية ولكل التعاملات الإنسانية من أمور سياسية واجتماعية واقتصادية شرائع متكاملة.. لم يترك القرآن فيها ثغرة.. إلا وسددها بعذب الخلق.. والعمل والفكر والإيضاح..
ولكن يعتصرنا الألم.. ويأسرنا الغيظ.. عندما نرى هذا الشرع الرباني الفذ.. الذي يعرف جودة التعامل وخبايا النفس.. ومكامن العلاج قد ابتعد عنه أصحابه.. وأهله.. وهجروه عملاً وسلوكاً وخُلقاً.. وظهرت آثاره السلبية في شتى النواحي على سبيل المثال لا الحصر.. من الناحية الاجتماعية تحديداً.. الأسرية.
فقد طغت على السطح مشاكل الأسرة.. وتعكرت العلاقة الزوجية.. زعزعتها المغازي البشرية.. والأفكار الوافدة التي تخالف الطبيعة الفطرية وتصطدم مع الحنيفية.. فأحدثت شرخاً عميقاً في جدار الروابط الاجتماعية والأسرية.. حتى كادت الكلمة الطيبة والعشرة الحسنة من زوج لزوجته من الأماني العسيرة التي نأملها بشغف.. وكأننا لسنا مسلمين.. فنجد الزوج ديدنه السب والشتم.. وكأنه خلق كاملاً.. وكأنه.. لم يتعرض لأزمات في تنشئته الاجتماعية.. ولا يعاني مركبات نقص في شخصيته وخُلُقه.. فظهر في المجتمع ما يسمى أشباه الرجال.. لا ينتسب للدين الإسلامي.. ولا للشعور الإنساني المحمدي.. تخاذل في تربية أولاده.. تنصل من المسؤولية.. تساهل في القوامة الشرعية.. تناقص في الغيرة.. وبالمقابل تكبير حجم الذات.. الإفراط في رغباته الشخصية.. إيثار مصاحبة الأصدقاء.. والممنوعات.. احتوى الآخرين.. عوضاً عن أسرته وبيته.
|