Monday 30th August,200411659العددالأثنين 14 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

أستاذ الطب ليس طبيباً فقط أستاذ الطب ليس طبيباً فقط
د. لولو بنت عبدالله النعيم*

لا شك أن استاذ الجامعة هو أحد العوامل المهمة لنجاحها في أداء رسالتها؛ بل هو العامل الأكثر أهمية من حيث التأثير على مخرجات الجامعة الرئيسية المتمثلة بالخريجين والبحث العلمي وأثره في خدمة المجتمع.
لذا، فإن اختيار أستاذ الجامعة يجب ان يخضع لمعايير مقننة، وتورد المادة (38) من لائحة مجلس التعليم العالي والخاصة باعضاء هيئة التدريس انه يجب ان يتصف عضو هيئة التدريس بالصفات التالية:
- الأمانة والخلق القويم وأن يلتزم بالأنظمة والتعليمات وقواعد السلوك والأداب المرعية وان يترفع عن كل ما هو مخل بشرف الوظيفة.
- متابعة ما يُستجد في مجال تخصصه، وأن يُسهم من خلال نشاطه العلمي في تطور تخصصه.
- ان ينقل لطلابه أحدث ما توصل اليه العلم في مجال تخصصه، ويثير فيهم حب العلم والمعرفة والتفكير العلمي السليم.
وهذه الواجبات التي يجب ان يلتزم بها عضو هيئة التدريس تفرض بعض الصفات التي يجب ان تتوفر فيه، ومنها:
- الأمانة والجدية والحرص والالتزام التام باخلاقيات المسلم أولا وأخلاقيات المهنة ثانياً بحيث يكون قدوة لطلابه، ويتضح ذلك بالتزامه بمواعيد المحاضرات وورش العمل والدروس التطبيقية.
- الأمانة العلمية في نقل المادة العلمية، سواء في مجال التدريس والبحث العلمي.
- الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تنص عليها اللوائح.
- الحيادية والموضوعية والقدرة على التعامل الإيجابي مع المستويات المختلفة من الطلاب بالصبر والحلم وسعة الصدر.
- القدرة على تحمل المسئولية كاملة، مسئولية الطلاب ومتطلبات العمل.
- التمكن من مادته العلمية والقدرة على توصيلها للطلاب.
- الاهتمام بمشكلات الطلاب التعليمية والأكاديمية.
- اتقان مهارات البحث العلمي والحرص على الاستزادة في مجال تخصصه.
بالإضافة الى هذه الصفات؛ فإن استاذ الجامعة يجب ان يكون قادراً على القيادة وإدارة المواقف ومجموعات العمل وهذا يتحقق باجتيازه دراسات في الإدارة والقيادة.
وانطلاقاً من هذه الصفات، يجب وضع ضوابط لاختيار من يشغل هذه المكانة في الجامعة، وعدم النظر فقط إلى المؤهل العلمي كأساس وحيد للاختيار، بل وضع مقاييس اخرى تؤكد على خصائص استاذ الجامعة الجيد.
وإذا كانت هذه المعايير مطلوبة لأستاذ الجامعة في كل التخصصات، فهي أكثر أهمية بالنسبة لعضو هيئة التدريس في كليات الطب نظراً لما لهذه المهنة من أهمية وأثر مباشر في المجتمع.
لذا، يجب التركيز على اختيار الكفاءات الطبية المسئولة كأعضاء هيئة التدريس، سواء في الجانب الاكاديمي أو العيادي (الإكلينيكي) مما يؤدي الى توفير قدرات أكاديمية متميزة ومهارات تطبيقية والتزام وإحساس بالمسئولية.
ومن الإجراءات التي تضمن حسن اختيار استاذ كلية الطب هو اخضاع المرشح لفترة اختبار لمدة لا تقل عن سنة ليتمكن فريق العمل من تقييمه التقييم الحقيقي والذي يعكس أداءه الطبي وعلاقاته مع طلبته ومرضاه وزملائه، وبذلك يمكن استقطاب الكفاءات واستبعاد العضو غير الفعال.
أما اساتذة الطب ممن هم على رأس العمل فإنه يجب أن يكون هناك معايير تقييم مقننة لترقيتهم بعيداً عن الاعتبارات الشخصية. ولعل من أهمها الحرص والاهتمام بالاخلاقيات المهنية وتحمل المسئولية الإنسانية تجاه الطلبة. حتى لا يضع الدكتور حاجزا بينهم وبينه, أو لا يوليهم اهتماما كافياً، أو يُهمل في العملية التعليمية والتي هي من الواجبات والأمانة العلمية الأساسية والتي يجب أن يلتزم بها؛ فالمطلوب من الأستاذ الدكتور والذي يرغب في الترقية، أن يحاول التوفيق بين أبحاثه ومتطلباته كأستاذ جامعي، حتى لا يؤدي الغياب المتكرر لعضو هيئة التدريس (بحجة الأبحاث) إلى إهمال عضو أو أكثر من أعضاء هيئة التدريس في المجال الطبي، للعملية التعليمية، سعياً وراء الترقية وتحسين مستواهم المادي رغم أن عملهم ينصب اساساً على تهيئة طالب الطب ليصبح طبيبا ناجحاً، بالاضافة الى تقديم خدمة طبية عالية المستوى للمرضى.
اننا بهذه الإجراءات التي تهدف إلى اختيار وتقييم عضو هيئة التدريس في كلية الطب نضمن مخرجات متميزة تفخر بها كليات الطب والمنشآت الصحية في مجتمعنا.
والله الموفق...

*استاذ مشارك
استشاري نساء وولادة
مستشفى الملك خالد الجامعي - الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved