تحت إشراف وزارتي الشؤون الإسلامية والصحة
قريباً.. توقيع مذكرة إنشاء صندوق الوقف الصحي

* الرياض - الجزيرة:
يتم قريبا - بمشيئة الله تعالى - التوقيع على مذكرة اتفاق إنشاء صندوق الوقف الصحي تحت إشراف كل من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة الصحة، بهدف التشجيع على فعل الخير وبذل التبرعات الطوعية في مجال الرعاية الصحية.
وسيقوم بالتوقيع على المذكرة - بإذن الله تعالى - معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع.
وفي تصريح لمعالي الوزير رئيس مجلس الأوقاف الأعلى الشيخ صالح آل الشيخ قال: إن صندوق الوقف الصحي يقصد منه الإسهام في فعل الخير، وتوجيه أعضاء المجتمع إلى الإسهام في التنمية الوطنية التي هي مطلب لكل مواطن، خاصة عندما يكون الإسهام في مجال من أهم المجالات وأبواب الخير وهو مجال الرعاية الصحية التي هي من أوجه فعل الخير الذي يستحق أن يخصص له أثمن الأوقاف والتبرعات لما فيه من حفظ الأنفس، ورفع معاناة المحتاجين إلى الرعاية الصحية.
وأكد معاليه أن هذا الصندوق الوقفي يأتي في إطار تفضل ولاة الأمر بتوجيه ذوي اليسار، وفتح الباب لهم؛ ليسهموا في مجال تنمية وطنهم، وفعل الخير، مبينا معاليه أن موارد هذا الصندوق ستسهم إلى جانب ما درجت الدولة - رعاها الله - على تخصيصه في الميزانية العامة للمجالات الصحية، وذلك من خلال تنظيم واستثمار موارد الصندوق وتوجيهها؛ لتوفير الاحتياجات الصحية ذات الأولوية، وأيضا المساعدة في توفير ما يحتاجه المرضى من أجهزة وعلاج وتأهيل، وخاصة لذوي الأمراض المزمنة أو المستعصية، وأيضا الإسهام في تمويل البرامج الوقائية والأبحاث الصحية التي تهدف إلى مكافحة الأمراض وعلاجها.
وأبان معاليه أن إحياء سنة الوقف، التي هي من سنن الإسلام منهج سلكه السلف الصالح في جميع المجالات، ومطلب لكل مخلص ولكل داع إلى الله - جل وعلا -، ولكل طالب علم، لأن دوحة الإسلام وبيضته يتم المحافظة عليها من أهل الإسلام الذين يسيرون على منهاج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من بعده، الذين كونوا دولة مؤمنة راسخة البنيان قوية الأركان، فكونوا حضارة قوية جادة ذات وجه مشرق مكثت، ونفعت، وانتفع منها من كان فيها، وانتفعت منها الحضارات والأمم بعد ذلك.
وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن إسهام المواطنين في الوقف على المجالات الصحية والاجتماعية يأتي في إطار إحياء سنة الإسلام في الوقف وتشجيع الناس عملياً على فعل الخير، لأن الوقف صدقة جارية ووجود الأوقاف ووجود بذل الناس فيها هذه أرصدة ثابتة لبقاء هذا النفع العظيم.
ورحب معاليه بالأفكار والمقترحات والرؤى المعينة على تطوير الأوقاف؛ لتحقيق الأهداف المرسومة والمرجوة منها؛ لتعم الفائدة المسلمين، لأن في ذلك امتثالا لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}، والوقف من أوجه البر التي قال الله عنها: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} مؤكدا معاليه أن مجالات الوقف الخيري تشمل كل عمل يصدق عليه البر وفعل الخير فلا يقتصر على أوجه محددة، بل يمتد إلى كل المجالات التي تتصل بالمرضى وبغيرهم وبحاجات الناس بهدف أن يحظى العباد بالتقرب إلى الله جل وعلا.
وأشاد بالدعم السخي والمتواصل الذي تحظى به الوزارة في جميع أعمالها من لدن ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة للنهوض بالمسؤوليات المنوطة بها في جميع اختصاصاتها، وخاصة الأوقاف، وقال معاليه:
إن سمو ولي العهد يتعاهده بالسؤال عن الأوقاف خاصة وعن أعمال الوزارة عامة، مبينا معاليه أن سموه يتابع بصفة شخصية تنفيذ أعمال الوزارة ويطالب بأن تكون على أكمل وجه وبما يرضى الله تعالى، ومنوها بالتعاون الكبير الذي تجده الوزارة من المواطنين وخاصة تفاعل رجال الأعمال في هذا البلد المبارك مع البرامج والمشروعات الوقفية، ومسارعتهم لتمويلها احتسابا للأجر.
وفي ختام تصريحه شكر معاليه أخاه الدكتور حمد بن عبدالله المانع وزير الصحة على ما بذله من جهود وما قدمه من أفكار ومقترحات في سبيل تطوير فكرة صندوق الوقف الصحي وما أبداه من تجاوب في إعداد مذكرة الاتفاق، متمنياً معاليه أن يتم قريبا الإعلان عن الصناديق الوقفية الأخرى، وسأل معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الله - عز وجل - أن يبارك في قادة هذه البلاد المباركة، وأن يوفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يحفظ هذه البلاد من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب.