تداعت في الأفق تحولات كثيرة.. فمن أجل مواكبة هذا التحول تَخَلَّق زمن الابتكار لكل شيء أو في كل شيء، فلم تعد ثوابتك ومقومات وجودك في مأمن؛ لأن سَيْلَ الادعاء والزيف أخذ يغني ويرقص على قدم واحدة في مقر عملك.
ها هو الغناء الملفق، يأتي من كل حدب وصوب، بل ان هناك فكرة جديدة ومريبة ستجعل -فيما يبدو- كل من في البيت يغني، ويتمايل بما يشبه الطرب، من الصغير إلى الكبير.
فكرة المشروع الفضائي الجهنمي هو اختراع أو ابتكار برنامج فضائي أرضي بحري، يعتمد على غناء العائلات العربية على وجه التحديد، بمعنى أن يتصل الطفل أو المراهق على هذا البرنامج ليجرب حنجرته في الغناء المائع والمتهالك لأنغام (فلانة) وصوت (علانة).. لكن - وأعيذكم أحبتي من شر لكن - يجب أن يغني معه في هذه الوصلة أمه أو أبوه، وإن كان الاثنان مشغولين ببرنامج آخر أو غير مكترثين بالأمر، فلا مانع أن تأتي الجدة مع الطفل وتقرب شيخوختها وشفتها من السماعة لتشنف آذان المشاهدين، في وصلة عجيبة من غناء يختلط فيه الحابل بالنابل.
ليس الغريب أن يغني أحد، ولسنا ضد الغناء الطربي الجميل، إنما هات أمك لتغني معك عبر الفضائية، فهذا ما يضع علامات تعجب كثيرة! فتخيل أن يلح طفل على أمه بأن تغني معه، وهات أباك وأختك وبقية العائلة لتصبح المسألة مجرد عبث بالمال والوقت ومسايرة لبرامج فاشلة وغير متزنة.. ومن لم يصدق يهمز (الجهاز) الفضائي عند إحدى القنوات ليرى أن هناك دعوة مبطنة بخفاء العبث تنتظر مشاهدي هذا البرنامج الذي يعلن عنه الآن، ويحضر له بشكل قوي.
|