في مثل هذا اليوم من عام 1949 قام الاتحاد السوفيتي بتفجير أول قنبلة ذرية عن بعد في كازاخستان، وقد نجح الروس في تفجير هذه القنبلة والتي أُطلق عليها (البرق الأول)، وقد قام العلماء الروس بإنشاء مباني وكباري ومنشآت مدنية أخري بجوار الانفجار لقياس تأثير الانفجار، كما وضعوا في مكان قريب من الانفجار أقفاصاً بها بعض الحيوانات لمعرفة تأثير القنبلة علي الإنسان.
وقد قدرت قوة الانفجار النووي بحوالي 20 كيلو طن وهى تعادل قوة القنبلة الأمريكية ترينتي ودمرت كل المنشآت وقتلت كل الحيوانات، وقد تم تكريم العلماء الروس المشاركين في إنتاج القنبلة، إلا أنهم كان من الممكن أن يتعرضوا لعقوبات صارمة إذا فشل اختبار القنبلة، فأولئك الذين كان من المقرر إعدامهم لو فشلت التجربة تم منحهم لقب أبطال الاتحاد السوفيتي، أما أولئك الذين كان يمكن أن يسجنوا لو فشلت التجربة فقد منحوا (وسام لينين).
وقد حلقت طائرة تجسس أمريكية فوق ساحل سيبريا لالتقاط أول دليل علي وجود نشاط إشعاعي للانفجار، كما أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان للشعب الأمريكي أن الروس يمتلكون القنبلة، وبعد ذلك ألقي القبض علي العالم كلوس فاشيس وهو العالم الألماني المولد الذي ساعد الولايات المتحدة في بناء أول قنبلة ذرية لها، بسبب تسريبه لبعض المعلومات السرية للروس. كما قدم فاشيس بعض المعلومات السرية النفيسة عن البرنامج النووي الأمريكي للروس أثناء الحرب العالمية الثانية، وتتضمن هذه المعلومات برنامج عمل (الرجل السمين) وهي القنبلة الذرية التي ألقيت علي نجازاكي باليابان.
وأدى تجسس فاشيس إلى عواقب وخيمة من بينها خسارة الولايات المتحدة لسيادتها النووية، الأمر الذي دفع الرئيس ترومان إلى إصداره أوامر بتصميم القنبلة الهيدروجينية، وتفوق القدرة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية تلك الخاصة بالقنبلة النووية التي ألقيت علي اليابان مئات المرات.
وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتفجير أول قنبلة هيدروجينية في العالم في 1 نوفمبر 1952 في إحدى جزر المحيط الهادي، وقد تبخرت الجزيرة نتيجة لانفجار القنبلة الهيدروجينية، وتركت خلفها حفرة عمقها أكثر من ميل، كما فجر الاتحاد السوفيتي أول قنبلة هيدروجينية له في 22 نوفمبر 1955، أي بعد تفجير الولايات المتحدة لقنبلتها بثلاث سنوات، وتعمل القنبلة الهيدروجينية السوفيتية بنفس آلية القنبلة الأمريكية من حيث الانفجار الداخلي الإشعاعي.
وتمتلك الدولتان ما يعرف باسم (القنبلة السوبر) حيث يعيش العالم الآن مهدداً بقيام حرب نووية حرارية لأول مرة في التاريخ.
|